Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
Mai Buga Littafi
دار التدمرية
Lambar Fassara
الثالثة
Shekarar Bugawa
١٤٣٢ هـ
Nau'ikan
وهذان الاسمان: الرحمن الرحيم قد جاءا في مواضع كثيرة من القرآن مقترنين كما في البسملة، وفي الآية الثانية من الفاتحة، وفي قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [(١٦٣) سورة البقرة].
وجاءا مُتفرِّقَيْن فذُكِر الرحمن في مواضع وحده، والرحيم ذكر وحده، أو مع اسم آخر، فالرحيم قُرِن باسم آخر كالغفور، والرءوف، ﴿إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [(١٤٣) سورة البقرة] ﴿وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [(٢١٨) سورة البقرة]، وهذان الاسمان من أسماء الله الحسنى فهو الرحمن، وهو الرحيم.
والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين. وقال بعضهم: الرحمن - يعني ـ: في الدنيا، والآخرة، والرحيم - يعني ـ: في الآخرة. وهذا قريب من الذي قبله، والحق أنه ﷾ الرحمن الرحيم في الدنيا، والآخرة (١).
وجاء عن ابن عباس ﵄ أنه قال:" الرحمن الرحيم اسمان رقيقان" (٢) يعني: يدلان على الرحمة، وهي معنى فيه رِقَّة، وتقتضي الإحسان، والإنعام، والإكرام، ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة؛ لأنها صفة معقولة المعنى، وضد الرحمة القسوة، وضد الرحمة العذاب: ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَا يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَا يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [(٥٤) سورة الإسراء] ﴿يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ [(٢١) سورة العنكبوت].
وفرَّق ابن القيم (٣) بين هذين الاسمين: بأن الرحمن دال على
(١) [تفسير الطبري / ٥٥]. (٢) [رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص ٥٦، وضعفه ابن حجر في الفتح ١٣/ ٣٥٩]. (٣) [بدائع الفوائد ١/ ٤٢].
1 / 67