46

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Mai Buga Littafi

دار التدمرية

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٣٢ هـ

Nau'ikan

الْمَتِينُ﴾ ففي هذه الآية إثبات اسم من أسماء الله الحسنى، وهو الرزاق. والرزاق: صيغة تدل على كمال الرَّزق، وكثرته. فكل ما يحصل للعباد من رِزق مادي، أو معنوي من: علم، أو مال، أو أي منفعة فمنه سبحانه. ﴿وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [(٦٠) سورة العنكبوت] والنصوص المفسِّرة لهذا الاسم، والمفصِّلة له كثيرة فهو تعالى: خير الرازقين ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ﴾ [(٥٣) سورة النحل] فكل ما يتقلب فيه العباد من النعم، فهي منه سبحانه هو الذي أعانهم عليها، وأمدهم بها. والله تعالى هو: الرزاق، وما يحصل على أيدي الناس من رزق فهم فيه أسباب فقط. فالإنسان يَرزُق أولادَه، يكد، ويكدح، وينفق عليهم، قال تعالى ﴿وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ﴾ [(٥) سورة النساء] أمر برزقهم يعني: بالإنفاق عليهم. لكن الرزَّاق حقيقة، والمطعِم حقيقة هو: الله. وقد دلَّت هذه الآية أيضا على صفة من صفاته، وهي القوة ﴿ذو القوة﴾ القوة التي لا تشبه قوى المخلوق، فالمخلوق يوصف بالقوة، قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ [(٥٤) سورة الروم] ولكن ليست قوة المخلوق كقوة الخالق تعالى؛ فهو القوي، ومن أسمائه القوي، ومن صفاته القوة، فهو ذو القوة المتين - يعني ـ: الشديد القوة. ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ [(١٥) سورة فصلت] فيجب الإيمان بذلك، والإيمان بهذه الأسماء له آثاره السلوكية إذا علم الإنسان أن كلَّ الخير بيده، وأنه لا مانع لما أعطى،

1 / 56