185

Ciqd Thamin

العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين

ورووا إلى مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يامالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا وشبك بين أصابعه، وأدخل بعضها في بعض؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلك من خير، فقال: الخير كله عند ذلك يامالك، عند ذلك يقوم قائمنا، فيقدم سبعون رجلا يكذبون على الله ورسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد(1)، والمعلوم أن اختلاف الشيعة وقته(2) من شهادة علي عليه السلام، ووفاته اختلفوا فيه كما قدمنا، واختلفوا في أولاده، فقالت الكيسانية: بإمامة ابن الحنفية ثم الخلاف الكبير الذي هو باق إلى الآن خلاف الزيدية والإمامية، والخروج لم يقع.

واعلم أن كلامه عليه السلام صدق، وحق لأنهم لايقولون من تلقاء أنفسهم ، وإنما يقولون ماقاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فهذا طرف من أخبار القوم، ورواياتهم في الغيبة ذكرناها تنبيها لأهل الدعاوي في مثل هذا الشأن، إن قبوله(3) لاتصح مالم يقم به برهان، ويؤيده سلطان.

والكلام على جميع ماتقدم: أنا نقول: هل اعتقاد الغيبة، والإمامة، والإنتظار فرض خصكم الله به معشر الإمامية، أم هو فرض من الله تعالى على [جميع](4) المكلفين؟.

فإن قالوا: خصهم الله به، وهم لايقولونه، قلنا: فلا تلزموا العباد مالم يكلفوا به، وإن قالوا: فرض عام، قلنا: فلا بد أن ينصب الله على هذا الفرض دليلا معلوما لايعلمه بعض المكلفين دون بعض، ولا يخالف في وقوعه، وإن خالف في معناه، وهذه الأخبار التي رووها على كثرتها لم تجمع شروط أخبار الآحاد فكيف توصل إلى العلم الموجب للإعتقاد.

Shafi 263