Ciqd Thamin
العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
Nau'ikan
قلنا: أجعل الباري لنا إليه طريقا أم لا؟
فإن قالوا: لم يجعل.
قلنا: فكيف يجوز مع عدله وحكمته أن يتعبدنا بما لا طريق [لنا](1) إليه.
وإن قالوا: جعل لنا طريقا.
قلنا: وما تلك الطريق عقل أم سمع، ولا طريق في العقل إلى ذلك ولا في السمع الذي هو الكتاب الكريم والسنة الشريفة المعلومة والأخبار المتواترة ليست حاضرة، بل روايتهم هذه عن الآحاد قاصرة.
فإن قالوا: أخبارنا هذه توصل إلى العلم. فلكل فرقة أن تقول
لصاحبتها مثل ما تقول لها من أن أخباري هذه توصل إلى العلم، فأي الفرق أولى بالإتباع؟ ولأنا نعلم من نفوسنا خلاف ما قالوه مع البحث الشديد، والطلب الملح فإنا لانعلم شيئا مما قالوه بل لا نظنه، والإمامة من أصول الدين فيجب المصير فيها إلى العلم اليقين، فتفهم ذلك موفقا، [إنشاء الله تعالى](2).
[الكلام في غيبة المهدي]
وقد ادعى كثير من الفرق غيبة واحد وهو المهدي بزعمه الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، فلا بد لنا أن نذكر ما بلغنا في أمر المهدي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أئمة الهدى سلام الله عليهم، ونذكر ما تدعيه القطعية لأنها أكثر(3) فرقة ممن يدعي غيبة الإمام وأكثر من صنف في هذا الباب وروى، فببطلان ما ذهبوا إليه يبطل ما يجانسه ويبنى عليه، ومن الله نستمد التوفيق.
Shafi 196