قال: ليس بأنبياء.
قال: شهداء؟
قال: ليس هم شهداء ولكنهم بمنزلة الشهداء، وليس هم منهم.
قال: بأبي أنت وأمي، من أهل السماء أو من أهل الأرض؟ نبئناهم؟
قال: ما قلت، ألا لأنبئكم بهم، ألا إنهم شيعة هذا وهو إمامهم، وأخذ بكف علي (عليه السلام) وهو إلى جانبه وقال: هذا يعسوب المؤمنين ووليهم بعدي، وهو أخي ووصيي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " (1).
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " وأخبرني أبو جعفر محمد الباقر (عليه السلام)، قال: لما حدثنا أبي هذا الحديث كان نفر من شيعته من أهل العراق حاضرا، فأقبل عليه قاسم بن عوف - وكان من صالحيهم - فاستعادهم الحديث إعجابا به، وأعاد أبي (عليه السلام)، فقال: يا بن رسول الله، أما شيعتكم عندنا فهم قبائل مشهورة، ومنهم قوم أهل ورع وأمانة ودين، ولهم في كل صالحة رجحان، إلا أن طائفة تزعم أنها لكم شيعة فإنهم ليقولون على ذلك أقوالا لا تستطاع.
فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): من جاءكم عنا بما يصدقه القرآن فنحن أهله وأولى به، وما جاءكم عنا بما يكذبه القرآن فهو أولى به ونحن منه براء، ومن برئنا منه برئ منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن برئ منه رسول الله فالله منه بريء.
وأخبرك على ذلك، فقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي أمير المؤمنين له شيعة على منهاج إبراهيم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم كذلك الأمر في المؤمنين حقا كلهم شيعة علي (عليه السلام) إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثم قال (عليه السلام): هل تدرون من المؤمن؟ إنما المؤمن في الدنيا كالغريب، رأس ماله دينه، والعقل دليله، والعلم خليله، والحلم وزيره، والعبادة شأنه، والصدق لسانه،
Shafi 68