Zoben Dangantaka Mai Dorewa A Cikin Tunawa da Gwarzayen Turai
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العربي - بيروت
Nau'ikan
رأى المرحوم ناداه بأن هات درهما واحدا حتى ابيع لك هذه الديار واشار الى تلك الخوالي والرياض فلما سمعه دفع اليه ما طلبه فقال المجذوب خذ مبيعك واشار ثانيا الى تلك الاطراف فتتبع المرحوم اصحاب تلك البقاع حتى اشرف على تلك البقعة فاشتراها في يومه ذلك وبات بها ليلة ثم استوطنها وعمر اطرافها وبنى فيها عدة مدارس ومسجدا وخانقاه وحماما ومقاما سماه بخضراق بناء على انه يعتقد ان ذلك هو مجمع البحرين الذي اجتمع فيه الخضر بموسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام وكان سببا لاحياء تلك الناحية واعتزل عن الناس واشتغل بنفسه فحصل للناس فيه اعتقاد عظيم وقبول تام وقصدوه بالنذر والقرابين واجتمع فيه من الفقراء والمسافرين جمع كثير وجم غفير حتى وصل الى انه انفق عليهم كل يوم من الخبز ما قيمته تنيف على مائة درهم سوى ما يصرفه في سائر الحوائج والاطعمة وكان يقع منه ذلك ووظيفته كل يوم ستون درهما فلذلك نسبه بعضهم الى معرفة علم الكاف وبعضهم الى علم الدفائن وكان يتردد اليه ارباب الحاجات من كل حدب يطلبون منه الشفاعة الى الوزراء وسائر الحكام وهو لا يضن بشيء ويبذل مقدوره في حوائجهم وقد استخف بعض الرؤساء بمكتوبه فاعقبه نكبة من العزل او الموت وذلك انه ارسل في بعض شأنه مكتوبا الى الوزير علي باشا من وزارء السلطان سليمان عليه الرحمة والرضوان فلم يعبأ به وكتب في ورقة ترى العجب ترى العجب بين جمادى ورجب وأرسلها اليه فلما اطلع عليها ازداد انكارا واستخفافا بشانه معتمدا على قوة سلطانه فلم يذهب هذان الشهران الا وقد نزل به الخطب الكبير الذي يستوي بين الغني والفقير والسلطان والوزير بأمر الله العزيز القدير ولما صارت السلطنة الى سلطاننا السلطان سليم خان طلبه في بعض الايام واستنصح منه وارسل اليه من المال جملة وقضى حوائجه كان ذلك في اواخر عمره وقدتوفي رحمه الله في اليوم التاسع من ذي الحجة بعدالعصر وصلى عليه المفتي ابو السعود بعد صلاة غير محددة في الاصل ودفن بقرب من حديقته في موضع عينه قبل موته وقد اجتمع في جنازته خلق عظيم مع بعده عن البلد وذلك سنة ثمان وسبعين وتسعمائة
Shafi 404