Zoben Dangantaka Mai Dorewa A Cikin Tunawa da Gwarzayen Turai

ʿAli b. Bali Manq d. 992 AH
142

Zoben Dangantaka Mai Dorewa A Cikin Tunawa da Gwarzayen Turai

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

Mai Buga Littafi

دار الكتاب العربي - بيروت

ارضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن وقوله عليه الصلاة والسلام ان قلب المؤمن بين اصبعين الحديث ناظر الى الاول وقوله عليه السلام ان في جسد بني آدم لمضغة اذا صلحت صلح بها سائر الجسد واذا فسدت فسد بها سائر الجسد الا وهي القلب ناظر الى الثاني وهي تكون امارة تميل الى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات الشهوانية الحسية وتجذب القلب الى الجهة السفلية فتكون مأوى الشر ومنبع الاخلاق الذميمة والافعال المسيئة فتكون ارض البدن او النفس حائلة بين شمس الروح وقمر القلب ولم تنعكس انوار العلوم والمعارف فينقطع الانخساف للجمع ولوأمة منورة بنور القلب المنور من الروح بحسب زوال ميلها الى الطبيعة الجسمانية فتتيقظ من سنة الغفلة وتبدأ باصلاح حالها مترددة بين الجهة السفلية فاذا صدرت عنها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية يدركها نور التنبيه الالهي فتلوم نفسها ثم مطمئنة تنور بنور القلب فيسري النور الى البدن فيكون الكل نورا فينزل الذكر الى القلب بالمعنى الثاني فيسمع منه الذكر والذكر القلبي ليس هذا ثم يحصل الذكر القلبي وهو ذكر الافعال أي تصور نعماء الله تعالى وآلائه فالذكر ههنا ليس من جنس الحروف والاصوات لأن القلب جوهر مجرد فلا يكون ذكره الا من جنس الادراك الذي يعجز عنه القلوب القاسية والعقول المدركة ثم يحصل الذكر السري وهو معاينة افعال الله تعالى وتصرفاته ومكاشفة علوم تجليات الصفات ثم يحصل ذكر الروح وهو مشاهدة الاسماء والصفات مع ملاحظة نور الذات اذ الاسم باصطلاح اهل الحق ليس هو اللفظ بل هو الذات المسمى باعتبار صفة وجودية كالعلم والقدرة او عدمية كالقدوس والسلام فتظهر للسالك في مقام الروح الاسماء الالهية الكلية التي هي مائة الا واحدا وألف وواحد على وجوه مختلفة وانحاء شتى لا يمكن وصفها للمحجوبين فيسمع من كل اسم بلا جهة وحرف وصوت وترتيب بشيء اذا خرج السالك الى عالم الاجسام يكون لفظا مركبا مرتبا مثلا يظهر اسم الله تعالى في صورة بحر يسمع منه بلا صوت وحرف وترتيب فاذا عاد السالك الى مقام الشهادة يعبر عنها عما سمع بحرف وصوت وترتيب حروف مسموعة

Shafi 474