191

Zaren Farid

العقد الفريد - الجزء1

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٤ هـ

Inda aka buga

بيروت

كتاب الزبرجدة في الاجواد والأصفاد
فرش كتاب الزبرجدة
قال الفقيه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه، تغمده الله برحمته: قد مضى قولنا في الحروب وما يدخلها من النقص والكمال، وتقدّم الرجال، على منازلهم من الصبر والجلد، والعدّة والعدد.
ونحن قائلون بعون الله وتوفيقه في الأجواد والأصفاد، إذ كان أشرف ملابس الدنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد، وأدفعها لذمّ، وأسترها لعيب: كرم طبيعة يتحلى بها السمح السريّ، والجواد السخي. ولو لم يكن في الكرم إلا أنه صفة من صفات الله تعالى، تسمّى بها، فهو الكريم ﷿. ومن كان كريما من خلقه، فقد تسمّى باسمه، واحتذى على صفته.
وقال النبي ﷺ: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» .
وفي الحديث المأثور: «الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى الله أنفعهم لعياله» .
وقال الحسن والحسين ﵉ لعبد الله بن جعفر: إنك قد أسرفت في بذل المال. قال: بأبي وأمي أنتما، إنّ الله قد عوّدني أن يتفضّل عليّ، وعوّدته أن أتفضل على عباده، فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني.
وقال المأمون لمحمد بن عبّاد المهلّبي: أنت متلاف «١» ! قال: منع الجود سوء ظّن

1 / 188