شيئًا، ولكم علي ثمان خصال.
قالوا: قد فعلنا ذلك، فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول الله ﷺ.
فيخرجون معه إلى الصفا، فيقول: أنا معكم على أن لا تولوا، ولا تسرفوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرمًا، ولا تأتوا فاحشة، ولا تضربوا أحدًا إلا بحقه، ولا تكنزوا ذهبًا ولا فضة ولا تبرًا ولا شعيرًا، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما تعلمون، ولا تخربوا مسددًا، ولا تقبحوا مسلمًا، ولا تعلنوا مؤاجرًا إلا بحقه، ولا تشربوا مسكرًا، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها ربًا، ولا تسفكوا دمًا حرامًا، ولا تغدروا بمستأمن، ولا تبقوا على كافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب على الخدود، وتجاهدون في الله حق جهاده، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر.
فإذا فعلتم ذلك فعلي أن لا أتخذ حاجبًا، ولا ألبس إلا كما تلبسون، ولا أركب إلا كما تركبون، وأرضى بالقليل، وأملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا، وأعبد الله عز ودجل حق عبادته، وأفي لكم وتفوا لي.
قالوا: رضينا واتبعناك على هذا.
فيصافحهم رجلًا رجلًا.
ويفتح الله ﷿ له خراسان، وتطيعه أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه، ويكون همدان وزاراءه، وخولان جيوشه، وحمير أعوانه، ومصر قواده، ويكثر الله ﷿ دمعه بتميم، ويشد ظهره بقيس، ويسير ورايته أمامه، وعلى مقدمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، وتحالفه ثقيف وعداف، وتسير الجيوش حتى تصير بوادي القرى في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني في اثني عشر ألف فارس، فيقول: يا ابن عم، أنا أحق بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن، وأنا المهدي.
فيقول المهدي ﵇: بل أنا المهدي.
فيقول الحسني: هل لك من آية فنبايعك؟ فيومئ المهدي، ﵇ إلى