كتب أعضاء الديوان الخصوصي أوراقا وطبعوها وألصقوها بالأسواق. وأراني أستاذي نسخة منها فنقلت بعض أسطرها في أوراقي: «وقد حضر إلى محروسة مصر المحمية، أمير الجيوش الفرنساوية، حضرة بونابرته محب الملة المحمدية ... لأجل أنه وعدنا برجوعه إلينا بعد أربعة أشهر، والوعد عند الحر دين ... وأخبر أهل الديوان من خاص وعام أنه يحب دين الإسلام، ويعظم النبي عليه الصلاة والسلام، ويحترم القرآن، ويقرأ منه كل يوم بإتقان ... وعرفنا أن مراده أن يبني لنا مسجدا عظيما بمصر لا نظير له في الأقطار، وأنه يدخل في دين النبي المختار عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.»
الأربعاء 26 يونيو
زارتنا بولين فجأة اليوم. كانت ترتدي ثوبا جديدا ملونا من قماش خفيف ناعم كشف مساحة عريضة من صدرها. واختفى شعرها أسفل قلنسوة.
شعرت باضطراب شديد. تشاغلت بعملي بينما جلست هي إلى منضدتها بجواري.
رحب بها جاستون وسألها عما إذا كانت ستعود إلى العمل معنا.
هزت رأسها نفيا، وقالت: كنت في نزهة بالروضة وأردت أن أهنئ أبطالنا بالعودة سالمين.
نظرت إلي وهي تقول ذلك، فاستجمعت مداركي وقلت لها: نحن لم نرفع سلاحا.
قالت: شاركتم في المعركة على أي حال.
غيرت الموضوع وسألت: هل سمعتم عن زواج منو؟
أجبنا بالإيجاب. وقال جاستون: لا بد أنها شابة مغرية لعبت بعقل الكهل.
Shafi da ba'a sani ba