تحدثا عن ظهور الطاعون. وقال الشيخ حسن إنه يبدأ بحمية مرتفعة يعقبها ألم في الرأس، ثم يظهر ورم في حجم البيضة في خن الورك أو الإبط، وهنا يكون على المرء السلام.
قال أستاذي: الطاعون ظهر في الجيش من شهر. وأعلمونا في الديوان بعدم ذكره. وإنه ليس إلا حمية تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر.
قال العطار إنه سمع من بعض الفرنساوية أن بونابرته أصدر أوامره بأن يغسل الجنود أيديهم وأرجلهم ووجوههم كل يوم.
سأله أستاذي عما يفعل معهم، قال: أعلمهم اللغة العربية وأتعلم منهم، فهم بارعون في البحث والتنقيب العلمي والأدبي. إن من تأمل في علمائنا السابقين يجد أنهم كانوا على اطلاع واسع على مختلف العلوم وكتبها حتى كتب المخالفين في العقائد والفروع. أما نحن فقصارى أمرنا هو النقل عن القدماء دون أن نخترع شيئا من عندنا. وإذا ورد علينا سؤال في علم الكلام لا نجده فيها تخلصنا بأن هذا كلام الفلاسفة. كما أننا لا ننتبه إلى قيمة كتب العلوم الطبيعية والأصول الهندسية.
الثلاثاء 15 يناير
أحاول إقصاءها من فكري، وفي الوقت نفسه أتلهف على مجيئها. لزقوا أوراقا على الجدران بأنهم سيطيرون طيارة مثل التي طيروها من قبل وفسدت.
الأربعاء 16 يناير
خرجنا من المجمع وقت الظهر، وذهبنا إلى الأزبكية حيث اجتمعت الناس. تابعنا الطيارة وهي تطير وتصعد إلى أعلى حتى وصلت فوق التلال المحيطة بباب البرقية، وهنا سقطت.
عدت إلى البيت مباشرة ورويت ما حصل لأستاذي، فقال: لو ساعدتها الريح، وغابت عن الأعين لتمت الحيلة، وقالوا إنها سافرت إلى البلاد البعيدة.
الخميس 17 يناير
Shafi da ba'a sani ba