تركنا بعد قليل فقال عبد الظاهر: إن أسافل النصارى من القبط والشوام والأروام واليهود يركبون الخيول ويتقلدون بالسيوف، ويتجاهرون بفاحش القول، ويستذلون المسلمين.
الإثنين 10 ديسمبر
قدمت إليها الشال الحريري فشكرتني ووضعته حول عنقها. وأعطتني قطعة حلوى فرنسية عبارة عن حبة كرز مغلفة بالشوكولاتة. ولم يرفع جاستون عينيه عنا.
كان معها العدد الجديد من صحيفة ليكاد إجبيبسيان التي يصدرها المعهد على هيئة كراس صغير. قرأنا معا مذكرة لمونج حول ظاهرة السراب. فأثناء الزحف من الإسكندرية شاهد الجنود جزرا مرتعشة ومنعكسة في بحيرة تأخذ في التراجع بقدر تقدم المرء نحوها.
وذكر مونج تفسيرا لهذه الظاهرة؛ فضوء الشمس في الهاجرة يزيد من سخونة الرمل، فيتمدد الهواء القريب مباشرة من الأرض ويصبح أقل كثافة من طبقات الهواء الأعلى، وهنا تنعكس عليه أشعة الضوء القادمة من أجزاء السماء المنخفضة والقريبة من الأفق كما في المرآة، وينتج عن ذلك أثر مزدوج فهو يجعل الأفق يبدو أقرب من جهة صور مباشرة لقرى ولنخلات توجد بعيدا، في ذات الوقت الذي يقلبها فيه مكسبا إياها صورة المياه التي ليست غير حد السماء المعكوس.
لم أستوعب تماما الشرح ونقلته في ورقة لأريه لأستاذي لعله يكون أكثر قدرة على الفهم.
الثلاثاء 11 ديسمبر
ذهب أستاذي إلى منزل الشيخ النابلسي الذي يجتمع به أعيان التجار والعلماء لقراءة الكتب ومناقشة مؤلفيها. وقال إن بونابرته اشتكى للمعلم جرجس الجوهري من قلة حماسة الأقباط للفرنساوية على عكس مشايخ المسلمين الذين يأتون له كل يوم ويكشفون له عن كنوز المماليك.
الأربعاء 12 ديسمبر
منذ وصلت وعيني على الباب. جاءت أخيرا وجلست بجواري. شممت رائحة الصابون تنبعث منها. شرعت أسجل الكتب وكل حواسي موجهة نحوها . ثم سمعت جاستون يترنم بموسيقى حماسية أعجبتني. قالت لي إنه نشيد الثورة المعروف بالمارسيلييز، ورددت كلماته بصوت خافت:
Shafi da ba'a sani ba