الجمعة 29 أغسطس
زاد النيل زيادة مفرطة لم يعهد مثلها حتى انقطعت الطرقات، وغرقت البلدان، وطفت الماء من بركة الفيل، وسالت إلى حارة الناصرية، وسقطت عدة دور من المطلة على الخليج.
السبت 6 سبتمبر
شرعوا في هدم أخطاط الحسينية وخارج باب الفتوح، وباب النصر من الحارات والدور، والبيوت المساكن، والمساجد، والحمامات، والحوانيت والأضرحة، فكانوا إذا دهموا دارا لا يمكنون أهلها من نقل متاعهم ولا أخذ شيء من أنقاض دارهم، فينهبونها ويهدمونها وينقلون الأنقاض النافعة من الأخشاب إلى حيث عمارتهم وأبنيتهم، وما بقي من كسارات الخشب يحزمه الفعلة حزما ويبيعونه على الناس بأغلى الأثمان لعدم حطب الوقود.
واتصل هدم خارج باب النصر بخارج باب الفتوح، وباب القوس إلى باب الحديد، حتى صار ذلك كله خرابا متصلا واحدا. ثم سدوا باب الفتوح بالبناء، وكذلك باب البرقية، وباب المحروق، وأنشئوا عدة قلاع فوق تلال البرقية، ورتبوا فيها العساكر وآلات الحرب والذخيرة، وصهاريج الماء، وذلك من حد باب النصر إلى باب الوزير، وهدموا أعالي المدرسة النظامية ومنارتها، وكانت غاية من الحسن وجعلوها قلعة.
الجمعة 19 سبتمبر
هدموا مدرسة القائبية والجامع المعروف بالسبع سلاطين، وجامع الجركسي بالقرب من مسجد السيدة عائشة، وجامع خوند بسكة الناصرية خارج باب البرقية، وسدوا الباب، وعملوا الجامع الناصري الملاصق له قلعة بعد أن هدموا منارته وقبابه، وسدوا أبواب الميدان من ناحية الرميلة، وناحية عرب اليسار.
وخربوا دور الأزبكية وهدموا خطة قنطرة الموسكي، وما جاورها إلى البوابة المعروفة بالعتبة الزرقاء حيث جامع أزبك، فصار المار يسلك من على القنطرة في رحبة متسعة، وينتهي إلى رحبة الجامع الأزبكي.
وتخرب أيضا جامع الرويعي، وجعلوه خمارة، وهدموا جوامع أخرى، وجامع عبد الرحمن كتخدا المقابل لباب الفتوح حتى لم يبق به إلا بعض الجدران، وجعلوا جامع أزبك سوقا لبيع أقلام المكوس.
كما هدموا مصاطب الحوانيت، ورفعوا أحجارها مظهرين أن القصد بذلك توسيع الأزقة لمرور العربات الكبيرة التي ينقلون عليها المتاع، واحتياجات البناء من الأحجار والجبس والجير وغيره، والمعنى الخفي خوفا من المتاريس بها عند حدوث الفتن فحصل لأرباب الحوانيت غاية الضيق لذلك، وصاروا يجلسون في داخل فجوات الحوانيت مثل الفيران في الشقوق.
Shafi da ba'a sani ba