118

Cimad Balagha

عماد البلاغة للافقهسي

Nau'ikan

لقد قال وهب إذ رأى الناس أشرفوا لضرطته قول امرىء غير ذي جهل أيا عجبي للناس يستشرفونني كأن لم يروا بعدي ضروطا ولا قبلي!

ضرطة عنز : يضرب لما يهون من الأمور. ولما قتل ابن جرموز الزبير ، وجاء برأسه إلى علي قال: أبشر بالنار، فإني سمعت المصطفى يقول: "بشروا قاتل الزبيربالنار"؛ فانصرف ابن جرموز وهو يقول:

أتيت عليا برأس الزبير وكنت أرجي به الزلفه

فبشر بالنار قبل العيان وبئست بشارة ذي التحفة

فسيان عندي قتل الزبير وضرطة عنز بذي جحفة

ضعف بقة : يضرب به المثل، كما قال الشاعر في رجل اسمه ليث: "من الهزج"

أيا من إسمه ليث وهو أضعف من بقه

لقد باعد رب النا س بين الاسم والخلقه

ضمير الغيب : قال بعضهم: "من الكامل"

كم في ضمير الغيب من أسرار تهدي اليسار إلى ذوي الإعسار

فاستشعر الظن الجميل توقعا لمناجح الأوطار في الأطوار

الضرير الصبور : على المكروه ، والصبر نفسه ، وقد ألغز بعضهم بقوله :

" من الوافر ":

يرى لهم الأهلة كل شهر ... ضرير فاق فيها المبصرينا

حرف الطاء

طبع البحتري : يضرب به المثل، للإجماع على أنه في الشعر أطبع المحدثين والمولدين، وأن كلامه جمع الجزالة والحلاوة والسلامة. ويقال: إن شعره كتابة معقودة بالقوافي؛ لأن فيه مثل قوله:

فالله يبقيه لنا ويحوطه ويعزه ويزيد في تأييده

وكقوله:

بقيت أمير المؤمنين فإنما بقاؤك حسن للزمان وطيب

ولا كان للمكروه نحوك مذهب ولا لصروف الدهر فيك نصيب

فانظر إلى شرف هذا الكلام وسهولته وصعوبته على من يقصد تعاطي مثله.

وممن يضرب المثل بطبعه قول بعضهم :

وأعطيت طبع البحتري وشعره فمن لي بمال البحتري وعمره!

طحال البحرين : قال الجاحظ : من أقام بها مدة تولد له الطحال ، واتسع بطنه وهو جائع ؛ ومن أقام بقصبتها اعتراه سرور لا يدري سببه! ولا يزال متبسما ضاحكا حتى يخرج . ومن اختلف في طريق المدينة وجد فيها عرفا طيبا. ومن أطال الصوم بالمصيصة هاج به المرار، ومن أقام بالموصل حولا زاد عقله .

Shafi 118