روي أن المغيرة عامله على الكوفة قال لصعصعة بن صوحان وهو من أصحاب علي عليه السلام لما بلغه أنه يذكر عليا وتفضيله: إياك أن يبلغني عنك أنك تغتاب عثمان، وإياك أن يبلغني أنك تظهر شيئا من فضل علي فإننا أعلم بذلك منك، ولكن هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس فنحن ندع شيئا كثيرا مما أمرنا به ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بدا ندفع هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سرا، وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا. انتهى من الكامل.
هذا ولا يخفى أنه قد ورد أحاديث تدل على خيرية بقية الأمة على الصحابة ومساواتهم في الخيرية، فمن ذلك حديث: ((مثل أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أو آخره)) أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه.
وحديث ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خيركم ثلاثا ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها)).
وما روى أحمد والطبراني من حديث أبي جمعة الأنصاري قال: قال أبو عبيدة: يا رسول الله أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك، قال صلى الله عليه وآله: ((قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني)). صححه الحاكم.
وأخرج البخاري في كتاب خلق الأفعال من حديث أبي جمعة أيضا ولفظه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا: يا رسول الله هل من أحد أعظم منا أجرا؟ آمنا بك واتبعناك، قال: ((وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء، بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا)).
وأخرج الترمذي من حديث أبي ثعلبة معناه، ومثله أخرج أبو داود الطيالسي عن عمر مرفوعا وغير ذلك تركناه اختصارا.
تم ما استدركت على الجزء الأول والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
Shafi 85