141

Ilimi Wasim

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

Nau'ikan

Martani

[المؤلف] أقول: لا يخلو إما أن تكون تلك البلادة مانعة عن معرفة الدليل أصلا فالتكليف ساقط، أو يكون متمكنا معها من المعرفة وجب عليه التعلم؛ لأن العاقل إذا خاف من وبال أمر وجب عليه طلب النجاة من الوبال ولقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43] فلو ترك ذلك لكان إلى الخبط أقرب منه إلى الصواب كما قال سبحانه وتعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير}[الحج:8] وهذا هو الوجه في تكليفه بالعلم؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به وكان مقدورا يجب كوجوبه والتعليم مقدور، وقد قال سبحانه: {والذين اهتدوا زادهم هدى}[محمد:17] {وربطنا على قلوبهم}[الكهف:14] وقال سبحانه: {وهديناه النجدين}[البلد:10] وقد ورد: ((اطلبوا العلم ولو بالصين)) أخرجه المرشد بالله عليه السلام في أماليه، والسيوطي في الجامع الصغير وغيرهما.

[ابن الوزير] قال: الوجه الثاني: أن يقول: قد يكون في الناس من لا يفهم الأدلة المحققة بالتعليم أيضا لشدة بلادته فما أجبتم به فهو جوابنا.

فإن قلتم: الأدلة تمنع وجود مثل هذا فإن وجد فغير مكلف.

قلنا: ونحن نقول بمثل هذا فيمن لا يتمكن من معرفة الإسلام بمجرد خلق العقل وبعثة الرسل. ا ه.

[المؤلف] أقول: تقدم الجواب، وهنا لطيفة وذلك رجوعه إلى العقل وبعثة الرسل بخلاف ما تقدم.

[ابن الوزير] قال: الوجه الثالث: إن الذي يعرفه أهل الجهل من المسلمين يكفي أهل البلادة من الكفار فإنه لا يطالب بالأدلة التي لا يعرفها إلا علماء الكلام إلا أهل الذكاء من الكفار وأهل الذكاء منهم قد تمت عليهم الحجة ومكنهم الله من المعرفة ولا يجب علينا تعريفهم بما هم متمكنون من معرفته من غير تعريفنا كما تقدم. ا ه.

Shafi 164