من الناس من يخالط شعور رءوسهم السمراء جزء يضرب إلى الحمرة ويدل هذا الجزء عندهم على الشجاعة والإقدام، وإذا زاد فزيادته تدل على الميل إلى الخصام والجدال وقوة الإرادة لما يستجمعه ذاك الشخص من نشاط الشعرين الأحمر والأسود.
ومن المعلوم أن لاحمرار الشعر درجات لا يستطيع المرء التمييز بينها لأول وهلة، وإنما يقال على سبيل الإجمال: إن الشعر الأحمر يفيد الذكاء وتوقد الذهن، وعند أصحاب علم الفراسة أنه دليل الخفة والطرب، وخير الشعر الأحمر ما كان جعديه، كما في تمثال أبولون، ويقال إنه يدل على ميل فطري إلى الشعر والرقة، ويتصف أصحابه بقوة التخيل ودقة الحس.
الشعر الذهبي:
وإذا كان الشعر الأحمر ذهبي اللون فالأغلب في صاحبه أن يكون متقلبا ناقص الحزم، لا سيما إذا كان كثير السبوطة، وإذا اجتمعت هذه الصفات في امرأة كانت ميالة إلى المغازلة والمعاشرة، وعندهم بالإجمال: إن من كان هذا لون شعره يغلب عليه الطرب ويشتاق إلى اهتمام الناس به، ويرغب فيما يضمن له السرور ولو آل ذلك إلى انقباض الآخرين، يفعل هذا وهو لا يريد لأحد كدرا.
ويغلب في من كان شعرها ذهبيا وعيناها ضاربتين إلى السمرة أن تكون ذكية ولكن يعوزها الثبات، وأما الثبات فيكون حيث تزداد سمرة العينين ويتضح الحاجبان، فالسمرة علامة القوة والاصفرار علامة الضعف حيثما كانا، تلك قاعدة عامة يستطيع كل واحد امتحانها في من يعرفه.
قوام الشعر:
ونعومة الشعر دليل التأنث مع شغف بالمناظر الطبيعية والوقوف على أسرار الطبيعة، وصاحبه يكره الشغب والضجيج، وقد لوحظ في هذا الصنف من الناس خفة الروح، فهم تهزهم الموسيقى ويتأثرون لقراءة الروايات المحزنة حتى تسيل دموعهم.
ويقال في ذوي الشعور الخشنة عكس ما يقال في أولئك؛ فهم أقوى وأكثر منهم اعتمادا على النفس وأضبط لحاساتهم مع العنفوان والميل إلى السيادة.
الشعر الجعد:
وقد تبين بالاختبار أن صاحب الشعر الجعد ميال إلى الطرب والسرور، فهو أبدا فرح قوي العواطف إلى حد التهيج، بعيد عن النميمة وسوء الظن، يغلب عليه التبصر والفطنة وحب الاقتصاد، مستقل في حركاته وأعماله.
Shafi da ba'a sani ba