Charles Darwin: Rayuwarsa
تشارلز داروين: حياته
Nau'ikan
لذا فقد زال جزء من الصعوبة، أوليس مرضيا أن تسفر أفكاري الافتراضية عن اكتشافات جميلة؟ يبدو ماكدونيل حذرا جدا؛ إذ يقول إنه لا بد أن تمر سنوات قبل أن يجرؤ على تسمية نفسه مؤمنا بعقيدتي، أما بخصوص الموضوعات التي يعرفها جيدا؛ أي علم التشكل وعلم الأجنة، تتفق آرائي معه بشدة، وتلقي ضوءا على الموضوع كله.
من تشارلز داروين إلى آسا جراي
داون، 26 نوفمبر 1860
عزيزي جراي
يجب أن أشكرك على خطابين. أعني الخطابين اللذين كان ثانيهما يحتوي على التصحيحات، واللذين كتبا قبل أن تتلقى خطابي الذي طلبت فيه إصدار طبعة جديدة أمريكية، وتقول فيه إنه لا جدوى من طباعة مقالاتك النقدية في صورة كتيب، بسبب استحالة نيل الكتيبات للشهرة. يسعدني جدا أن أقول إن مقال مجلة عدد أغسطس من دورية «أتلانتيك»، أو المقال الثاني، قد أعيد نشره في مجلة «أنالز آند ماجازين أوف ناتشورال هيستوري»، لكني لم أره هناك. قرأت المقال الثالث كله بإمعان يوم أمس، وأراه «مثيرا للإعجاب»، كما رأيته من قبل. ولكن يحزنني القول إنني لا أستطيع أن أقتنع بمسألة التصميم بالدرجة التي تقتنع بها. أعي أنني في حالة تشوش ميئوس منه تماما. لا أظن أن الدنيا، بشكلها الذي نراه، نتاج الصدفة، لكني رغم ذلك لا أستطيع أن أرى كل شيء على حدة نتاجا للتصميم. سأضرب لك هنا مثالا حاسما؛ إنك تدفعني إلى استنتاج أنك تعتقد أن ذاك التباين «قد سير في مسارات مفيدة معينة» (صفحة 414). لا أستطيع الإيمان بذلك، وأعتقد أنك ستضطر إلى رؤية أن ذيل الطيور الهزازة قد دفع إلى التباين في عدد ريشه واتجاه هذا الريش من أجل إشباع نزوة بضعة رجال. بالرغم من ذلك، لو كانت الطيور الهزازة برية، واستخدمت ذيلها غير الطبيعي من أجل غاية خاصة ما، كالإبحار في نفس اتجاه هبوب الريح، على عكس الطيور الأخرى، لقال الجميع: «يا له من تكيف جميل مصمم لحكمة!» أقول مجددا إنني في حالة حيرة ميئوس منها، وسأظل دائما.
شكرا جزيلا لك على نقدك لمقال بوين المطبوع في مذكرة ربعية («مذكرات الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم»، المجلد الثامن.) إن الهدوء الذي يزعم به أن كل الحيوانات تفتقر إلى العقل سخيف تماما. من الشنيع أنه يقدم حججا معارضة لإمكانية التباين التراكمي في الصفحة 103، ويتجاهل الانتقاء تماما بالفعل! إن احتمالية إنتاج حيوان محسن من الماشية القصيرة القرون، أو حمامة نفاخة محسنة، بالتباين التراكمي من دون الانتقاء البشري تكاد تكون معدومة، وكذلك هي احتمالية إنتاج أنواع طبيعية من دون الانتقاء الطبيعي. ما أبرع الطريقة التي تظهر بها في «ذا أتلانتيك» أن ظواهر الجيولوجيا والفلك، بحسب ما يقوله بوين، ظواهر ميتافيزيقية، لكنه يتجاهل ذلك في المذكرة الربعية.
ليس عندي الكثير لأخبرك به عن كتابي. سمعت للتو أن دو بوا-ريموند يتفق معي. يحقق كتابي مبيعات جيدة، وكثرة المقالات النقدية لم توقف البيع ... لذا يجب أن أبدأ العمل فورا على طبعة جديدة مصححة. سأرسل إليك نسخة تحسبا لتوافر أي فرصة تمكنك من إعادة قراءة الكتاب في أي وقت، لكن، يا إلهي، لا بد أنك ضجرت منه للغاية!
من تشارلز داروين إلى تي إتش هكسلي
داون، 2 ديسمبر [1860] ... سئمت المقالات النقدية العدائية. رغم ذلك، كانت مفيدة في أنها أوضحت لي متى ينبغي أن أسهب قليلا وأطرح بضعة نقاشات جديدة. بالطبع سأرسل إليك نسخة من الطبعة الجديدة.
أتفق معك تماما في أن الصعوبات الكامنة في مفاهيمي هائلة، لكن بعدما رأيت كل ما قالته المقالات النقدية ضدي، صرت أشد إيمانا من ذي قبل بأن العقيدة صحيحة «في العموم». ويوجد شيء آخر يعزز إيماني ؛ ألا وهو أن بعض الذين كانوا يتفقون معي بقدر ضئيل فحسب صاروا يتفقون معي بقدر أكبر الآن، وبعض الذين كانوا يعارضونني معارضة حادة قللوا من حدة معارضتهم. هذا يحبطني قليلا لأنك لا تميل إلى أن ترى الفكرة العامة أرجح ولو بقدر ضئيل مما كنت تراها في البداية. أعتبر هذا نذير شؤم بعض الشيء. وبخلاف ذلك، أنا راض عن درجة إيمانك. أستطيع أن أرى بكل وضوح أن آرائي، إذا لاقت قبولا عاما في أي وقت على الإطلاق، فسيكون من يتبنونها شبانا يكبرون ويحلون محل العلماء المسنين، وشبانا يجدون أنهم يستطيعون تجميع الحقائق والبحث بجد حتى يصلوا إلى مسارات بحثية جديدة تمكنهم من إجراء الدراسات العلمية بناء على فكرة الانحدار أفضل مما يمكن إجراؤها بناء على فكرة الخلق. ولكن فلتسامحني على إطالتي الحديث بهذا الغرور الشديد. فعندما يعيش المرء في عزلة شديدة مثلي، يفكر بطريقة سخيفة في عمله الذي صنعه بيديه.
Shafi da ba'a sani ba