Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
من تشارلز داروين إلى جيه إم هربرت
مالدونادو، ريو بلاتا، 2 يونيو 1833
عزيزي هربرت
لقد كنت محتجزا على مدى الأيام الثلاثة السابقة في غرفة بائسة مظلمة ببيت إسباني قديم، محتميا من سيول الأمطار؛ ولهذا، فأنا لست في حالة جيدة جدا للكتابة، لكنني سأرسل لك بضعة سطور ردعا للكآبة، ولو لم يكن ذلك إلا لكي أشكرك بصدق على الكتابة لي. لقد تسلمت خطابك المؤرخ في الأول من ديسمبر بعدها بوقت قصير. إننا الآن نقضي جزءا من الشتاء في ريو بلاتا، وذلك بعد أن عملنا بجد في الصيف باتجاه الجنوب. تييرا ديل فويجو مكان بائس بلا شك؛ فغضب العواصف العاتية الذي لا يتوقف هائل بحق. في إحدى الأمسيات، كنا نرى كيب هورن القديمة، وبعدها بثلاثة أسابيع، لم نكن نبعد عنها سوى ثلاثين ميلا باتجاه الرياح. إنه لمشهد عظيم حين ترى غضب الطبيعة وثورانها، لكن الرب يعلم أن جميع من هم على ظهر «البيجل» قد رأوا خلال هذا الصيف ما يكفيهم على مدى حياتهم.
كان أول مكان رسونا عنده هو خليج جود ساكسيس، وهو المكان الذي لاقى فيه بانكس وسولاندر تلك المصائب عند صعودهم أحد الجبال. كان الطقس جيدا بدرجة معقولة، وقد استمتعت ببعض جولات السير في إحدى المناطق البرية، والتي تشبه تلك التي تقع خلف بارماوث. لا يمكن اختراق الوديان بسبب الغابات المتشابكة، لكن الأجزاء الأعلى منها، بالقرب من حدود ذلك الثلج الدائم، مقفرة. وعلى بعض هذه التلال، بدت المناظر الطبيعية في منتهى الجلال، وذلك لطبيعتها المتوحشة والمنعزلة. حيوانات الجوناق هي الساكن الوحيد لهذه المرتفعات، وكثيرا ما تكسر الصمت بصوتها الحاد. وقد زاد من سروري بهذه الجولات معرفتي أنه لم يسبق من قبل أن خطت قدم أوروبية على جزء كبير من هذه الأرض. كم من مرة كانت العديد من الأوقات التي قضيتها في بارماوث تتبادر إلى ذهني، وبوضوح شديد! إنني لا أتذكر ذلك الوقت بسرور عادي؛ ففي هذه اللحظة، أستطيع أن أراك جالسا على التل وراء النزل، وإنني لأراك بوضوح شديد كما لو أنك هناك بالفعل. يلزم على المرء أن يترك كل ما قد كان معتادا عليه، لكي يعرف قيمة اعتزازه بمثل هذه الذكريات، ويمكنني أن أضيف يا عزيزي الغالي هربرت، أنه على هذه المسافة البعيدة، يعرف المرء جيدا قيمة شخص مثلك. إنني أتساءل متى سنلتقي مجددا، وأتمنى أن يكون لقاؤنا، كما تقول أنت، بين أكوام الورق، غير أنه لا بد عاجلا أم آجلا، من وجود سيدة صغيرة عزيزة لكي تعتني بك وببيتك. إن هذه الصورة المبهجة تثير في نفسي بعض مشاعر الحسد؛ فتلك حياة غريبة لرجل مثلي يرتاد الشواطئ بانتظام، وأسوأ ما فيها هو طولها المفرط. إنها لا تخلو بالطبع من قدر كبير من الاستمتاع، لكن بها، من ناحية أخرى، قدرا محتملا من ضجر الروح. بالرغم من ذلك، فكل شيء يهون بالتأكيد في سبيل الفرحة لاستخراج عظام قديمة وصيد حيوانات جديدة. بالمناسبة، إنك تعلي كثيرا من قيمة جهودي في مجال التاريخ الطبيعي. لكنني لست سوى راع للأسود، وأنا لست واثقا على الإطلاق من أنها لن تكشر عن أنيابها في نهاية الأمر وتدمرني.
يسرني أن أعرف كيف تسير الأمور في إنجلترا. فليحي الأحرار الصادقون! إنني أثق في أنهم سرعان ما سيهاجمون تلك البقعة التي لطخت حريتنا التي نتفاخر بها، ألا وهي: العبودية الاستعمارية. لقد رأيت من العبودية وأحوال الزنوج ما يكفي لأن أشمئز تماما من العبث والأكاذيب التي يسمعها المرء في إنجلترا بشأن هذا الموضوع. فلنشكر الرب أن المحافظين القساة القلوب الذين لا يظهرون حماسا إلا ضد الحماس، كما يقول جيه ماكنتوش، قد خاضوا سباقهم في الوقت الحالي. يؤسفني أن أعرف من خطابك أنك لست على ما يرام، وأنك تعزو ذلك بصفة جزئية إلى الحاجة إلى ممارسة التمرينات الرياضية. أتمنى لو أنك كنت هنا بين السهول الخضراء؛ فلقمنا إذن بجولات سير تنافس جولاتنا في دولجيلي، ولحكيت لي قصصا والتي كنت سأصدقها بالطبع، حتى وإن بلغ «هراؤك قدرا كبيرا». بالرغم من ذلك، ينبغي علي أن أتجول وحيدا، بينما أتذكر أيام كامبريدج وألتقط الثعابين والخنافس والعلاجم. اعذرني على هذا الخطاب القصير (فأنت تعرف أنني لم أدرس قط «الدليل الشامل لكتابة الخطابات»)، وخالص مودتي إليك يا عزيزي هربرت.
صديقك المحب
تشارلز داروين
من تشارلز داروين إلى جيه إس هنزلو
جزيرة فوكلاند الشرقية، مارس 1834 ... إنني مفتون بشدة بالطبيعة الجيولوجية، لكنني كالحيوان الحكيم بين كومتين من الحشيش المجفف، لا أدري ما أحبه أكثر منهما؛ مجموعة الصخور القديمة المتبلورة، أم الطبقات الأرق التي تحتوي على أحافير. وحين أحتار بشأن ترتيب الطبقات وما إلى ذلك، أجد أنني أرغب في أن أصرخ: «تبا لمحارك الكبير، وحيوانات البهضم خاصتك الأكبر.» لكنني حين أستخرج بعض العظام الجيدة، أتعجب كيف أنه من الممكن لإنسان أن يرهق ذراعيه في الطرق على الجرانيت . بالمناسبة، ليست لدي أدنى فكرة عن التشقق وترتيب الطبقات وخطوط التقبب؛ إذ إنني لا أمتلك كتبا تخبرني بالكثير، وما أعرفه منها لا يمكنني تطبيقه على ما أراه. ونتيجة لذلك، فإنني أتوصل إلى استنتاجاتي بنفسي، وكم هي سخيفة للغاية تلك الاستنتاجات التي أتوصل إليها أحيانا. هل يمكنك أن تعطيني فكرة عن الموضوع بأن تخبرني بالعلاقة بين التشقق ومستويات الترسب؟
Shafi da ba'a sani ba