Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
لقد ورث ابنا إيرازموس داروين شيئا من ميوله الفكرية؛ فقد كتب عنهما تشارلز داروين ما يلي: «كان ابنه الأكبر تشارلز (الذي ولد في الثالث من سبتمبر عام 1758) شابا ذا مستقبل واعد للغاية، لكنه توفي في الخامس عشر من مايو عام 1778 قبل أن يبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما، إثر جرح قد أصابه بينما كان يجري تشريحا لدماغ طفل. ورث من أبيه حبه الشديد لفروع مختلفة من العلوم، وكذلك كتابة الشعر، والميكانيكا ... كما أنه قد ورث التلعثم في الحديث، وقد أرسله والده إلى فرنسا وهو في الثامنة تقريبا (1766-1767) مع معلم خاص أملا في أن يفلح ذلك في علاجه؛ إذ كان يعتقد أنه إن لم تتح له الفرصة في التحدث بالإنجليزية لبعض الوقت، فستزول عنه عادة التلعثم. ومن الغريب أنه لم يكن يتلعثم قط في السنوات التالية حين كان يتحدث الفرنسية. بدأ منذ الصغر في جمع العينات بجميع أنواعها. وفي السادسة عشرة من عمره بعث لمدة عام إلى جامعة أكسفورد [كلية كنيسة كرايست]، لكن المكان لم يرق له؛ فقد كان يعتقد (كما عبر عن ذلك والده) «أن ذهنه المتوقد قد فتر في سعيه هذا إلى طلب الوجاهة الكلاسيكية، مثلما وهن هرقل إذ انكفأ على مغزله، وكان يتوق إلى الانتقال إلى كلية الطب في إدنبرة؛ حيث الدراسة والممارسة المكثفة.» مكث في إدنبرة ثلاث سنوات، كان يجتهد خلالها في دراسته للطب ويرعى «المرضى الفقراء في أبرشية ووترليث بكل اجتهاد وعناية، ويوفر لهم الأدوية اللازمة.» منحته جمعية إسكيليبيان وسامها الذهبي الأول عن بحث تجريبي قام به عن الصديد والمخاط. وورد ذكره في العديد من المجلات، وقد اتفق جميع الكتاب على ما يتمتع به من طاقة وقدرات متميزة. ويبدو أنه كان محبوبا من أصدقائه، كما كانت الحال أيضا مع والده؛ فقد تحدث عنه ... البروفيسور أندرو دانكان ... بعد وفاته بسبعة وأربعين عاما بأصدق العواطف، وذلك حينما كنت أدرس الطب في إدنبرة ...
وأما عن ابنه الثاني إيرازموس (الذي ولد عام 1759)، فليس لدي الكثير لأقوله؛ فبالرغم من أنه كان يكتب الشعر، فيبدو أنه لم يرث من والده اهتماماته الأخرى، وإنما كانت له اهتماماته المميزة، وهي: علم الأنساب، وجمع العملات المعدنية والإحصاء؛ فعندما كان صبيا، أحصى جميع المنازل في مدينة ليتشفيلد وتوصل إلى عدد السكان في معظمها؛ وهو بذلك قد قام بتعداد للسكان، وحين أجري تعداد فعلي للمرة الأولى، تبين أن التقدير الذي توصل إليه يقترب من الدقة إلى حد كبير. وكان خجولا هادئ الطباع، وقد كان والدي يؤمن بقدراته إيمانا كبيرا، والأرجح أن ذلك كان حقيقيا، وإلا لما دعي إلى السفر مع العديد من الشخصيات الهامة المميزة في مختلف المجالات وقضاء وقت طويل معهم، ومن هؤلاء المهندس بولتون والروائي والفيلسوف الأخلاقي داي.» ويبدو أن حالة من الجنون قد بدأت تتملك عقله، مما أدى إلى إقدامه على الانتحار الذي أفضى إلى موته في عام 1799.
ولد روبرت وارينج، والد تشارلز داروين، في الثلاثين من مايو عام 1766، والتحق بمهنة الطب كوالده. درس لبضعة أشهر في جامعة لايدن، وحصل على شهادة الطب منها في السادس والعشرين من فبراير عام 1785. إن والده إيرازموس «قد أرسله
3
إلى شروزبيري قبل أن يتم عامه الحادي والعشرين (1787)، وترك له عشرين جنيها، قائلا: «أخبرني حين تريد المزيد وسوف أرسل لك المبلغ الذي تريده.» ثم أرسل له عمه، كاهن إلستون، عشرين جنيها غيرها وكان ذلك هو كل ما تلقاه من مساعدة مالية ... وقد أخبر إيرازموس السيد إيدجوورث أنه بعدما استقر ابنه روبرت في شروزبيري لمدة ستة أشهر فقط، «كان عدد مرضاه يتراوح بين الأربعين والخمسين.» وبحلول عامه الثاني هناك، اتسع عمله وظل في ازدياد منذ ذلك الحين.»
تزوج روبرت وارينج داروين في (18 أبريل عام 1796) من سوزانا، وهي ابنة صديق والده، جوزايا ويدجوود، وهو من إتروريا، وهي التي كانت في ذلك الوقت في الثانية والثلاثين من عمرها. لدينا صورة صغيرة جدا لها ظهرت فيها بوجه جميل وسعيد، والذي نجد أن بها بعض الشبه من الصورة الشخصية التي رسمها لوالدها السير جوشوا رينولدز؛ إذ تبدو في طلعتها ملامح الرقة والود، وهو ما تصفه بها الآنسة ميتيارد.
4
ولقد توفيت في الخامس عشر من يوليو عام 1817، قبل وفاة زوجها باثنين وثلاثين عاما؛ إذ توفي في الثالث عشر من نوفمبر عام 1848. كان الدكتور داروين قد عاش قبل زواجه في شارع سان جونز هيل لعامين أو ثلاثة، ثم انتقل بعد ذلك إلى حارة ذا كريسنت، حيث ولدت ابنته الكبرى ماريان، ثم انتقل في النهاية إلى ذا ماونت الذي يقع في ذلك الجزء من شروزبيري الذي يعرف باسم فرانكويل، والذي شهد مولد جميع أبنائه الآخرين. بنى الدكتور داروين منزل ذا ماونت عام 1800 تقريبا، وقد انتقل الآن إلى ملكية السيد سبنسر فيليبس وخضع إلى بعض التغييرات الطفيفة. المنزل كبير وبسيط ومربع الشكل، وقد بني بالطوب الأحمر، وتعد تلك الصوبة الزراعية التي تطل عليها غرفة الجلوس النهارية أكثر معالمه تميزا.
يقع هذا المنزل في موقع ساحر على قمة ضفة تنحدر نزولا إلى نهر السيفرن. ويوجد على هذه الضفة المدرجة ممشى طويل، يمتد من بدايتها إلى نهايتها، وهو لا يزال يدعى باسم «ممشى الدكتور». وفي مكان ما على هذا الممشى تنمو شجرة كستناء حلو، وهي التي تنحني أغصانها إلى الوراء مرة أخرى بالتوازي بعضها مع بعض بطريقة غريبة، وقد كانت تلك هي الشجرة المفضلة لتشارلز داروين حينما كان صبيا، وهي التي كان له ولأخته كاثرين فيها مقعد خاص بكل منهما.
كان الدكتور يجد في الاعتناء بحديقته سرورا كبيرا، فكان يزرعها بأشجار الزينة وشجيراتها، كما أنه قد نجح في زراعة أشجار الفاكهة على وجه الخصوص، وأعتقد أن حبه للنباتات هو كل ما كان يمتلكه من ميل قد يمت بصلة إلى التاريخ الطبيعي. وبالنسبة إلى «حمام ذا ماونت» الذي تصفه الآنسة ميتيارد بأنه يوضح اهتمام الدكتور بالتاريخ الطبيعي، فذلك مما لم أسمع به ممن هم أكثر دراية منها ومعرفة بالرجل. إن رواية الآنسة ميتيارد عنه ليست دقيقة في عدة نقاط؛ فهي تذكر مثلا، أن الدكتور داروين كان يميل إلى التفكير الفلسفي، والواقع أنه كان يميل إلى الاهتمام بالتفاصيل، لا التعميم. وكذلك فإن الذين عرفوه عن قرب يذكرون أنه لم يكن يأكل إلا أقل القليل؛ ولهذا فإنه لم يكن «أكولا يتناول إوزة على العشاء بالسهولة التي يتناول بها غيره من الرجال طائرا من نوع الحجل.»
Shafi da ba'a sani ba