Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
ومن زوجة تتحدث اللاتينية،
اللهم احمني، وأنقذني!
من المحتمل أن تكون زوجته، أم إيرازموس، هي المقصودة بالسطر الثالث؛ فقد كانت على قدر عال من المعرفة. وقد ورث الابن الأكبر لروبرت، والذي عمد باسم روبرت وارينج، ضيعة إلستون، وتوفي هناك وهو في سن الثانية والتسعين، وكان لا يزال عزبا. كان روبرت متذوقا جيدا للشعر، كأخيه الأصغر إيرازموس. كما أنه كان يهتم بعلم النبات، وفي أيام كهولته، نشر كتابه «مبادئ علم النبات». كانت مخطوطة هذا الكتاب قد كتبت بخط رائع، وقد ذكر أبي [الدكتور آر دابليو داروين] أنه يعتقد أنها قد نشرت لأن عمه الأكبر لم يحتمل أن يذهب ذلك الخط البديع سدى. والحق أن ذلك لا يفي الكتاب حقه على الإطلاق؛ إذ كان يتضمن العديد من الملاحظات الشائقة في علم الأحياء، وهو الذي كان من الموضوعات المهملة تماما في إنجلترا في القرن الماضي. بالإضافة إلى ذلك، حظي الكتاب بإعجاب جمهور القراء؛ إذ إن النسخة التي أمتلكها من الطبعة الثالثة له.»
ورث الابن الثاني، ويليام ألفي، ضيعة إلستون، ثم انتقلت ملكيتها إلى حفيدته، وهي الراحلة السيدة داروين، صاحبة ضيعتي إلستون وكريسكيلد. أما الابن الثالث، جون، فقد أصبح كاهن إلستون، حيث إن تعيين الكاهن كان من ضمن سلطات العائلة. وأما الابن الرابع والأصغر، فهو إيرازموس داروين، الشاعر والفيلسوف.
ويوضح المخطط التالي، انحدار تشارلز داروين من روبرت وكذلك علاقته بغيره من أفراد العائلة الذين يرد ذكرهم في مراسلاته. ومن هؤلاء: ويليام داروين فوكس، وهو أحد مراسليه الأوائل، وفرانسيس جالتون، الذي جمعت بينهما أواصر صداقة حميمة امتدت على مدى سنوات عديدة. ويرد أيضا ذكر اسم فرانسيس سيشيفاريل داروين، الذي ورث حب التاريخ الطبيعي من إيرازموس ونقله إلى ابنه إدوارد داروين، الذي ألف كتاب «دليل القائمين على مناطق الصيد» (الطبعة الرابعة، 1863)، مستخدما الاسم المستعار «هاي إلمز» (أشجار الدردار العالية). ويضم هذا الكتاب ملاحظات دقيقة عن عادات أنواع مختلفة من الحيوانات.
من المثير دائما أن نتأمل إلى أي مدى يمكن تتبع سمات المرء الشخصية عبر أسلافه؛ فلقد ورث تشارلز داروين طول القامة من إيرازموس، لكنه لم يرث منه ضخامة الجسم، وأما الملامح، فليس بينه وبين جده من تشابه ملحوظ فيها. ويبدو أيضا أن إيرازموس لم يكن يحب التمرينات البدنية والصيد والرماية، بينما كانت تلك من الأمور التي كان تشارلز داروين يستمتع بها في شبابه، غير أن إيرازموس كان يشبه حفيده في حبه الجارف للعمل الذهني الشاق. كما أنهما كانا يشتركان في حبهما لفعل الخير والتعاطف مع الآخرين وكذلك ما كانا يتسمان به من جاذبية شخصية كبيرة. كان تشارلز داروين يتمتع بأعلى درجة من «خصوبة الخيال»، وقد ذكر أنها من السمات التي كان يتميز بها إيرازموس بالقوة نفسها كذلك، وأنها كانت عاملا أساسيا في «ميله الشديد إلى التعميم ووضع النظريات.» وأما بالنسبة إلى تشارلز داروين، فلم يكن يسمح لهذه النزعة بأن تتملك منه، بل كان يراقبها دوما؛ إذ كان يصر على اختبار نظرياته إلى أقصى درجة. كان إيرازموس يكن حبا كبيرا للآلات بجميع أنواعها، وذلك على خلاف داروين الذي لم يكن مهتما بها. كما أن داروين لم يكن يتمتع بذلك المزاج الأدبي الذي جعل من إيرازموس شاعرا وفيلسوفا. لقد كتب داروين عن إيرازموس يقول:
1 «أكثر ما أدهشني في خطاباته هو عدم اكتراثه بالشهرة، وغياب أي أثر يدل على مغالاته في تقييم قدراته، أو نجاح أعماله.» ولا شك في أن هذه السمات تتجلى بوضوح كبير في شخصية داروين نفسه. لكننا لا نملك دليلا على أن إيرازموس كان يتمتع بهذا القدر من التواضع والبساطة الشديدين، اللذين هما من أهم ما كان يميز طباع داروين. لكننا عندما نتأمل نوبات الغضب السريعة التي كان يدخل فيها إيرازموس عندما يشهد أيا من مظاهر الوحشية أو الظلم، نتذكر داروين وطباعه مرة أخرى.
بالرغم من ذلك، فإن ما يبدو لي بصفة عامة هو أننا لا نعرف القدر الكافي عن إيرازموس داروين وطباعه الشخصية الجوهرية؛ ما لا يسمح لنا بأن نعقد أكثر من مقارنة سطحية بين الرجلين. وبالرغم من أوجه الشبه المتعددة بين الاثنين، فإنني أعتقد أنهما كانت لهما شخصيتان مختلفتان. ولقد اتضح أن الآنسة سيوارد والسيدة شيميل بينيك، قد أساءتا التعبير عن شخصية إيرازموس داروين.
2
بالرغم من ذلك، فمن المحتمل جدا أن تكون تلك العيوب التي بالغتا في التعبير عنها، تنطبق على الرجل إلى حد ما؛ مما يدفعني إلى الاعتقاد بأنه لم يكن يخلو من الفظاظة أو حدة المزاج، وهو ما لم يوجد في حفيده.
Shafi da ba'a sani ba