Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
لقد كان بارعا للغاية في إقناع الأشخاص ببعض الحقائق الأخلاقية الجليلة. غير أن آراءه عن العبودية كانت منفرة؛ فقد كان يرى الجبروت شيئا صحيحا. وأرى أن عقله كان محدودا للغاية، حتى مع استبعاد جميع فروع العلوم، التي كان يبغضها. وإنه ليدهشني أن كينجسلي قد قال عنه إنه رجل قادر على المساهمة في تقدم العلم. لقد كان يهزأ من القول بأن عالم رياضيات؛ مثل هيوويل، يستطيع الحكم على آراء جوته عن الضوء، بينما أصر أنا على أنه يستطيع. وكان يرى أنه من العبث أن يهتم أحد بما إذا كانت كتلة جليدية قد تحركت على نحو أسرع أو أبطأ قليلا من المعتاد، أو ما إذا كانت قد تحركت على الإطلاق. وأعتقد أنني لم أر شخصا لا يتناسب عقله مع البحث العلمي بقدر كارلايل.
في أثناء إقامتي في لندن، كنت أواظب قدر استطاعتي على حضور اجتماعات العديد من الجمعيات العلمية، وعملت أمينا للجمعية الجيولوجية. لكن حضور هذه الاجتماعات، إضافة إلى العيش في مجتمع المدينة، لم يكن مناسبا لصحتي؛ لذا فقد قررت أنا وزوجتي أن ننتقل إلى الإقامة بالريف، وقد فضل كلانا الإقامة هناك، ولم نندم قط على هذا القرار. (5) الإقامة في داون من 14 سبتمبر 1842 حتى الوقت الحالي، عام 1876
بعد العديد من المحاولات التي ذهبت هباء للبحث عن منزل في سري وأماكن أخرى، وجدنا هذا المنزل وابتعناه. سرني التنوع في أشكال النباتات وهو ما تتميز به المناطق الجيرية، وقد كان ذلك مختلفا تماما عما اعتدت عليه في مقاطعات منطقة ميدلاند، كما أنني كنت أكثر سرورا بهدوء المكان وطابعه الريفي. وبالرغم من ذلك، فلم يكن المكان معزولا، كما وصفه كاتب بإحدى الدوريات الألمانية، وهو الذي قال إنه لا يمكن الوصول إلى بيتي إلا بعد مسافة من ركوب البغال! وقد عاد علينا استقرارانا في هذا المكان بميزة عظيمة لم نكن نتوقعها، وهي أنه كان ملائما للغاية لكي يتردد علينا أطفالنا باستمرار.
قلة هم من يمكنهم أن يعيشوا حياة أكثر انعزالا من تلك التي عشناها؛ فبخلاف الزيارات القصيرة إلى منازل الأقارب، وزيارة شاطئ البحر أو أي مكان آخر في بعض الأحيان، لم نكن نغادر المنزل. وفي أثناء الجزء الأول من إقامتنا، اندمجنا قليلا في المجتمع، واستقبلنا في المنزل بعض الأصدقاء، لكن صحتي دائما ما كانت تتأثر سلبا بالإثارة، وهو ما كان يجلب علي نوبات شديدة من القيء والارتجاف. ولهذا؛ فقد اضطررت إلى التخلي عن حفلات العشاء لسنوات عديدة، وقد كان ذلك يمثل حرمانا لي بعض الشيء؛ إذ كانت هذه الحفلات تحسن دوما من مزاجي؛ ولهذا السبب نفسه، لم أستطع أن أدعو إلى منزلي سوى عدد قليل من معارفي من رجال العلم.
لقد كانت متعتي الأساسية وشاغلي الوحيد على مدى حياتي كلها هو العمل في مجال العلوم، وقد كانت الإثارة التي أشعر بها من هذا العمل تجعلني أنسى ما أعانيه من ألم يومي لبعض الوقت، أو تنسيني إياه تماما. وبهذا، لا يتبقى لدي ما أدونه عن الجزء الباقي من حياتي سوى نشري لأعمالي المتعددة؛ إذ ربما تكون بعض التفاصيل عن كتابتها وخروجها للنور جديرة بالذكر . (5-1) أعمالي العديدة المنشورة
في الجزء الأول من عام 1844، نشرت ملاحظاتي عن الجزر البركانية التي زرتها في رحلة «البيجل». وفي عام 1845، بذلت قصارى جهدي في تصويب طبعة جديدة من عملي «يوميات الأبحاث»، والذي كان قد نشر في الأصل عام 1839، كجزء من عمل فيتزروي. إن نجاح هذا العمل، وهو كتابي البكر، دائما ما يداعب خيلائي أكثر من أي كتاب آخر لي. وحتى يومنا هذا، فإنه لا يزال يحقق مبيعات كبيرة في إنجلترا والولايات المتحدة، وقد ترجم للمرة الثانية إلى الألمانية والفرنسية ولغات أخرى. وإنه لأمر مدهش أن يستمر كتاب للرحلات، لا سيما أنه عن رحلة علمية، في تحقيق هذا النجاح بعد سنوات عديدة من نشره لأول مرة؛ فقد بيعت في إنجلترا عشرة آلاف نسخة من الطبعة الثانية. وفي عام 1846، نشر كتابي «ملاحظات جيولوجية عن أمريكا الجنوبية». وقد دونت في مفكرة يومية صغيرة ظللت محتفظا بها أن كتبي الثلاثة عن الجيولوجيا (وفيها «الشعاب المرجانية») قد استغرقت أربع سنوات ونصف السنة من العمل المتواصل؛ «والآن قد مرت عشر سنوات منذ عودتي إلى إنجلترا، فكم عاما قد أضاعها المرض علي؟» وليس لدي ما أقوله عن هذه الكتب الثلاثة سوى أنه قد أدهشني طلب طبعات جديدة منها مؤخرا.
10
في أكتوبر من عام 1846، بدأت عملي عن «هدابيات الأرجل.» وحين زرت ساحل تشيلي، وجدت نوعا غريبا للغاية يحفر في أصداف حلزونيات أذن البحر التشيلي
Concholepas ، وقد كان يختلف اختلافا كبيرا عن جميع ما رأيته من هدابيات الأرجل؛ فاضطررت إلى أن أضعه في رتبة فرعية جديدة له وحده. ومؤخرا قد اكتشف على شواطئ البرتغال جنس حفار مشابه. ولكي أتمكن من فهم تركيب ذلك النوع الجديد الذي اكتشفته من هدابيات الأرجل، كان علي أن أفحص العديد من الأنواع المعروفة وأشرحها، حتى انتهى بي الحال تدريجيا إلى تناول المجموعة كلها. وقد عملت على هذا الموضوع بنحو منتظم على مدى السنوات الثماني التالية، وفي نهاية المطاف، نشرت مجلدين سميكين [نشرتهما جمعية راي] يضمان وصفا لجميع الأنواع الحية المعروفة في هذه الرتبة، وكتيبين صغيرين من قطع الربع عن الأنواع المنقرضة منها. وليس لدي شك بأن السير إي بولور ليتن كان يقصدني حين كتب في إحدى رواياته عن بروفيسور يدعى لونج، كان قد كتب مجلدين ضخمين عن أنواع البطلنيوس.
وبالرغم من أنني اشتغلت بهذا العمل لمدة ثمانية أعوام، فقد دونت في مفكرتي أن المرض قد أضاع علي عامين منها؛ وبناء على ذلك، فقد ذهبت عام 1848 إلى مولفرن لعدة أشهر طلبا للعلاج المائي، الذي قد نفعني كثيرا؛ ولهذا فقد كنت قادرا على استئناف العمل حين عدت إلى المنزل. لقد كنت مريضا للغاية، حتى إنني لم أتمكن من حضور جنازة والدي حين توفي في الثالث عشر من نوفمبر عام 1848، أو أن أقوم بواجبي كأحد المنفذين لوصيته.
Shafi da ba'a sani ba