Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
مور بارك، فارنام، 26 أبريل [1858]
عزيزي لايل
لقد أتيت هنا لقضاء أسبوعين للخضوع للعلاج المائي؛ إذ بلغت معدتي حالا مريعا من العمل المتواصل. إنني في غاية الامتنان لك لإرسالك خطاب هارتونج المثير للاهتمام لي. إن الجلاميد التي جرفتها الأنهار الجليدية مذهلة؛ إنها من الحالات الكبرى للجليد العائم في مقابل الأنهار الجليدية. لقد كان حريا به أن يقارن بين السواحل الشمالية والسواحل الجنوبية للجزر. إن هذا الموضوع يثير اهتمامي لأقصى درجة؛ فقد كتبت فصلا طويلا جدا حوله، جامعا بإيجاز كل الأدلة الجيولوجية حول تأثير الأنهار الجليدية في مناطق شتى من العالم، ثم ناقشت بإسهاب (فيما يتعلق بنظرية تغير الأنواع) هجرة النباتات والحيوانات وتعديلها، في البحر والبر، في جزء كبير من العالم. سيلقي الأمر، من وجهة نظري، فيضا من الضوء على موضوع التوزيع برمته، إذا اجتمع مع مسألة تعديل الأنواع. في واقع الأمر، إنني أقدم على الحديث في هذا الأمر ببعض الثقة؛ حيث إن هوكر، منذ عام تقريبا، تفضل بقراءة فصلي بعناية، ورغم أنه اعترض بشدة على الاستنتاج العام، فقد سررت بما بلغني من أسبوع أو اثنين من أنه مال للاقتناع الشديد بآرائي حول التوزيع والتغيير خلال العصر الجليدي. لقد تلقيت خطابا من تومسون، من كلكتا، منذ بضعة أيام، والذي فيه عون كبير لي، حيث إنه يبين فيه الحرارة التي تستطيع نباتات المنطقة المعتدلة تحملها. لكن الموضوع أطول كثيرا من أن يناقش في خطاب؛ وإنني لم أكتب إلا لأن خطاب هارتونج قد أثار الموضوع برمته في ذهني مرة أخرى. لكنني لن أكتب أكثر من ذلك؛ فغرضي هنا هو عدم التفكير في شيء، والخضوع للاستحمام كثيرا، والسير كثيرا، والأكل كثيرا، وقراءة الكثير من الروايات. الوداع، وشكرا جزيلا، وأطيب تحياتي لليدي لايل.
المخلص دائما
سي داروين
من تشارلز داروين إلى السيدة داروين
مور بارك، الأربعاء، أبريل [1858]
الطقس رائع للغاية. أمس، بعد الكتابة إليك، سرت لمدة ساعة ونصف متخطيا فسحة الغابة بقليل، واستمتعت بشدة بكل شيء؛ فاللون الأخضر الزاهي رغم دكانته لأشجار الصنوبر الاسكتلندي الهائلة، واللون البني للسنبلات المتدلية لأشجار القضبان القديمة، بجذوعها البيضاء، واللون الأخضر البعيد لأشجار اللاركس شكلت جميعا منظرا بالغ الجمال. وفي النهاية، استغرقت في سبات عميق على الحشائش، واستيقظت على جوقة من الطيور تشدو حولي، وسناجب تجري صاعدة الأشجار، وبعض طيور نقار الخشب تضحك، وكان المشهد من أكثر المشاهد الريفية المبهجة التي رأيتها على الإطلاق، ولم أفكر ولو للحظة كيف خلقت أي من هذه الحيوانات أو الطيور. جلست في غرفة الاستقبال حتى بعد الساعة الثامنة، ثم ذهبت وقرأت ملخص القاضي للقضية، ورأيت أن برنار مذنب. [لقد حوكم سيمون برنار في أبريل 1858 بتهمة التواطؤ مع أورسيني في محاولته اغتيال إمبراطور فرنسا. وكان الحكم أنه «غير مذنب».] ثم قرأت قليلا من روايتي، التي كانت ذات طابع أنثوي وتتحدث عن الفضيلة والتدين والخير وما إلى ذلك، لكنها مملة بلا جدال. أقول إنها ذات طابع أنثوي، لأن المؤلفة جاهلة بأمور المال، وليست سيدة راقية بمعنى الكلمة - فهي تجعل رجال روايتها يقولون: «سيدتي». تروق لي الآنسة كريك كثيرا، رغم أننا انخرطنا في بعض المشاحنات، ونختلف في كل الموضوعات. يروق لي كذلك السيد المجري؛ فهو رجل مهذب للغاية، وكان ملحقا دبلوماسيا سابقا في باريس، ثم عمل في سلاح الفرسان النمساوي، والآن يعيش في المنفى، بعد صدور العفو عنه، في حالة صحية متدهورة. ويبدو أنه لا يحب كوشوث، لكنه يقول إنه على يقين أنه شخص وطني مخلص، وفي غاية النباهة والفصاحة، لكنه ضعيف، وبلا عزيمة.
الفصل الثالث عشر
كتابة كتاب «أصل الأنواع»
Shafi da ba'a sani ba