Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
ويسعدني بالرغم من ذلك أن أقول إنني قد حظيت بالعديد من الأصدقاء الآخرين الذين اختلفت طباعهم بدرجة كبيرة. فلقد جمعتني صداقة حميمة بويتلي، [وهو المبجل سي ويتلي، كاهن درم الفخري، وأستاذ الفلسفة الطبيعية المساعد السابق في جامعة درم] والذي حصل فيما بعد على أعلى الدرجات في الرياضيات في كامبريدج، وقد اعتدنا أن نذهب معا باستمرار للسير في جولات طويلة. وقد نقل إلي الاهتمام بالصور والصور المنقوشة الجيدة، التي ابتعت بعضا منها. ولقد كنت أزور متحف فيتسويليام باستمرار، وأعتقد أن حسي الفني كان جيدا إلى حد ما؛ فلطالما أعجبتني أفضل الصور، وكنت أناقشها مع المسئول عن المتحف. كما أنني قد قرأت كتاب السير جوشوا رينولد باهتمام كبير. وبالرغم من أن هذا الاهتمام لم يكن مغروسا لدي بالفطرة، فإنه قد استمر معي لسنوات عدة، وقد استمتعت كثيرا بالعديد من الصور المعروضة في المتحف الوطني بلندن، حتى إن صورة سباستيان ديل بيمبو كانت تثير في شعورا بالجلال والسمو.
وقد انضممت أيضا إلى مجموعة موسيقية، وأعتقد أن ذلك كان من خلال صديقي الودود هربرت، [وهو الراحل جون موريس هربرت، قاضي كارديف ودائرة مونماوث] الذي حصل على درجة عالية في الرياضيات. ومن خلال معرفتي بهؤلاء الرجال واستماعي إليهم وهم يعزفون الموسيقى، نما اهتمامي الكبير بالموسيقى، وغالبا ما كنت أختار موعد ذهابي للتجول بما يسمح لي بسماع الترانيم في كنيسة كلية كينجز كوليدج. وقد كان ذلك يمنحني سرورا عظيما، حتى إن القشعريرة كانت تنتابني أحيانا في جسمي. وأنا أثق أن اهتمامي هذا بالموسيقى وحسي الفني الذي تشكل فيها، لهو أمر بعيد كل البعد عن التصنع أو حتى التقليد؛ فقد اعتدت بوجه عام أن أذهب وحدي إلى كينجز كوليدج، وأحيانا كنت أستعين بالصبيان من جوقة المنشدين لكي يغنوا في حجرتي. وبالرغم من ذلك، فأنا لا أمتلك أذنا موسيقية تستطيع تمييز النشاز في اللحن ولا أن أحافظ على الإيقاع وأشدو بلحن على النحو الصحيح، وإنه لأمر ملغز حقا أنني كنت أتمكن من الاستمتاع بالموسيقى.
وسرعان ما أدرك أصدقائي الموسيقيون ذلك الأمر، وأخذوا أحيانا يتندرون علي بأن يعقدوا لي اختبارا يتمثل في حساب عدد الأنغام التي يمكنني تمييزها عند عزفها بوتيرة أسرع أو أبطأ. وقد كان لحن «ليحفظ الله الملك» عسيرا ومحيرا في تمييز أنغامه حين كان يعزف بمثل هذه الطريقة. وقد كان هناك رجل آخر أيضا، أذنه ليست موسيقية كأذني، ومن الغريب أنه كان يعزف قليلا على الناي، غير أنني قد تغلبت عليه ذات مرة في واحد من هذه الاختبارات الموسيقية.
غير أنني لم أمارس في كامبريدج أيا من الأنشطة بمثل هذا الحماس وذلك الشعور بالمتعة الذي كنت أمارس به نشاط جمع الخنافس. وقد كان كل هذا الشغف والحماس، لجمعها فحسب؛ إذ إنني لم أكن أشرحها، ونادرا ما كنت أقارن سماتها الخارجية بأوصافها المنشورة، لكنني كنت أحدد أسماءها على أي حال. وسوف أوضح دليلا على حماسي هذا؛ بينما كنت أنزع لحاء شجرة قديم في أحد الأيام، رأيت خنفستين نادرتين، وأمسكت كل واحدة منهما في يد، ثم رأيت ثالثة من نوع مختلف ولم أتحمل أن أضيعها؛ لذا فقد وضعت الخنفساء التي كنت أحملها في يدي اليمنى بفمي. يا إلهي! لقد أفرزت في فمي سائلا لاذعا جدا، وقد ألهب لساني، فاضطررت إلى أن أبصق الخنفساء من فمي، فضاعت مني، هي والخنفساء الثالثة.
لقد كنت بارعا للغاية في الجمع وابتكرت له طريقتين؛ فقد كنت أستعين بعامل لكي يكشط الطحالب عن الأشجار القديمة في فصل الشتاء، ويضعها في كيس كبير، وكذلك كان يجمع القمامة من قاع القوارب التي كانت تنقل البوص من المستنقعات؛ ومن ثم، فقد كنت أحصل على أنواع نادرة للغاية. إن مقدار سروري حين رأيت في كتاب «صور للحشرات البريطانية» لستيفنز تلك الكلمات السحرية «التقطها المحترم تشارلز داروين» كان يفوق سرور أي شاعر برؤية أول قصيدة تنشر له. لقد تعرفت على علم الحشرات من خلال ابن ابن عمة أبي ويليام داروين فوكس، وقد كان رجلا ماهرا ولطيفا، وكان لا يزال آنذاك في كلية كرايست، وقد توطدت أواصر الصداقة فيما بيننا. وبعد ذلك، أصبحت على قدر جيد من المعرفة بالأمر، وكنت أذهب لجمع الحشرات مع ألبرت واي من كلية ترينيتي، وهو الذي أصبح فيما بعد عالم آثار مشهورا، وكذلك مع إتش تومسون من الكلية نفسها، والذي أصبح فيما بعد رائدا في مجال الزراعة، ورئيس شركة سكة حديدية كبيرة وكذلك أحد أعضاء البرلمان. وهكذا، يبدو أن الاهتمام بجمع الخنافس يعطي دلالة على النجاح في الحياة مستقبلا!
إنني أتعجب من ذلك الانطباع الذي لا يمحى، والذي خلفته في عقلي العديد من الخنافس التي أمسكت بها في كامبريدج. يمكنني أن أتذكر بكل دقة، شكل بعض الأعمدة بعينها، وكذلك بعض الأشجار القديمة والضفاف التي وجدت عليها بعض الخنافس الجيدة. كانت خنفساء الصليب الأرضية الجميلة كنزا في تلك الأيام، وقد رأيت هنا في داون خنفساء تجري عبر أحد الممرات، لكنني حين التقطتها لاحظت على الفور أنها تختلف اختلافا طفيفا عن خنفساء الصليب الأرضية، واتضح بعد ذلك أنها الخنفساء الأرضية بي كوادريبيمكتاتوس
، وهي صنف مختلف عنها أو نوع شديد الصلة بها، لا يختلف عنها إلا قليلا في الشكل. لم أر في هذه الأيام الخوالي أيا من الخنافس الأرضية ليسينياس
Licinus
وهي حية، وهي التي لا تميزها العين غير المدربة عن العديد من الخنافس الأرضية السوداء، لكن أبنائي قد وجدوا هنا واحدة منها، وقد أدركت على الفور أنها جديدة علي، لكنني لم أبصر أي خنفساء بريطانية على مدى العشرين عاما الماضية.
إنني لم أذكر حتى الآن الحادثة التي أثرت في حياتي العملية كلها أكثر من أي شيء آخر، ألا وهي: صداقتي مع البروفيسور هنزلو؛ فقبل أن ألتحق بكامبريدج، سمعت عنه من أخي باعتباره رجلا يلم بجميع فروع العلوم، وبناء على هذا، فقد كنت مستعدا لتبجيله. لقد كان يستضيف في منزله لقاء مفتوحا كل أسبوع في المساء، يحضره جميع الطلبة وبعض أعضاء الجامعة الأكبر سنا من المهتمين بالعلوم. وسرعان ما تلقيت دعوة للحضور، عبر فوكس، وانتظمت في الذهاب إلى هناك. وفي وقت قصير، توطدت علاقتي بهنزلو، وعلى مدى النصف الثاني من وجودي في كامبريدج، كنت أذهب معه في جولات سير طويلة في معظم الأيام؛ ولهذا، فقد أطلق علي بعض الأساتذة لقب «الرجل الذي يسير مع هنزلو»، وكثيرا ما كان يدعوني في المساء لتناول العشاء مع أسرته. كان يتمتع بقدر كبير من المعرفة في علم النبات والحشرات والكيمياء وعلم المعادن والجيولوجيا. وكان يجد متعته الكبرى في استخلاص النتائج من الملاحظات المتواصلة الدقيقة، وكان يتمتع بسداد الرأي، وكذلك كان تفكيره سليما ومتوازنا بوجه عام، غير أنني لا أعتقد أن أحدا سيقول إنه كان يمتلك الكثير من النبوغ الأصيل. كان متدينا للغاية وشديد التمسك بعقيدته حتى إنه قد أخبرني ذات يوم أنه كان سيشعر بشديد الأسى إن تغيرت كلمة واحدة في القواعد التسع والثلاثين للإيمان وفقا لكنيسة إنجلترا. أما صفاته الأخلاقية، فقد كانت جديرة بالإعجاب من جميع النواحي؛ لم يكن في تكوينه مثقال ذرة من كبر، أو غير ذلك من المشاعر الحقيرة؛ فلم أر أحدا بهذا القدر من التواضع وهو الذي كان لا يفكر في نفسه أو مصلحته إلا قليلا. كما كان هادئ المزاج والطباع، ويتمتع بكياسة وذوق لا حدود لهما. بالرغم من ذلك، فقد رأيت أنه يمكن أن يثور غضبا من أي تصرف سيئ، إلى أقصى درجات السخط والتصرف الحازم.
Shafi da ba'a sani ba