Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
الوداع يا عزيزي هوكر، إنني لآسى أكثر مما قد تتخيل، على احتمال أن تكون لقاءاتنا نادرة.
إنني لم ألحظ قط فيك سوى عيب واحد، وهو أنك متواضع لدرجة خطيرة؛ فأنت استثناء من حكمة سيدني سميث، القائلة بأن التميز والتواضع ليس بينهما صلة، سوى ابتدائهما بالحرف نفسه.
الوداع
سي داروين
من تشارلز داروين إلى إل جينينز (بلومفيلد)
داون، 12 أكتوبر [1845]
عزيزي جينينز
شكرا على خطابك. يؤسفني أن أقول إنني لم أتوصل حتى ولو إلى حقيقة بسيطة في علم الحيوان الإنجليزي حتى أوافيك بها. لقد اكتشفت أنه حتى الملاحظات البسيطة تحتاج، في حالتي، بعض الفراغ والطاقة، وهما العنصران اللذان لا أستطيع التفريط فيهما؛ حيث إن كتابة عملي الجيولوجي تستنفدهما تماما. طالما ظننت أنني سأحتفظ بدفتر يوميات وأدون فيه كل شيء، لكنني بالطريقة التي أعيش بها الآن اكتشفت أنني لا ألاحظ شيئا لأدونه؛ فالعناية بحديقتي وأشجاري، والذهاب في جولة مشي صغيرة للغاية أحيانا بذهن خال، تشغل فترة ما بعد الظهيرة كل يوم بالطريقة نفسها. إنني مندهش أنك مع كل ما لديك من أعمال أبرشيتك، كان لديك الوقت لتفعل كل ما قد فعلته. سيسرني كثيرا أن أرى عملك الصغير [«ملاحظات حول التاريخ الطبيعي»] (وكنت سأصبح فخورا لو كنت استطعت إضافة حقيقة واحدة إليه). إن عملي حول مسألة الأنواع ترك لدي انطباعا قويا جدا بأهمية كل الأعمال التي على غرار عملك المنتظر، التي تحتوي على ما يحلو للناس عامة أن يسموه حقائق تافهة؛ هذه هي الحقائق التي تجعل المرء يفهم آلية عمل الطبيعة أو تنظيمها. ثمة موضوع، يثير فضولي بشدة، وربما يمكنك أن تسلط عليه بعض الضوء، إذا كنت قد أوليته بعض التفكير من قبل؛ وهو: ما هي الضوابط وما هي فترات الحياة المتعلقة بتوقف زيادة أي نوع معين؟ فلتحسب الزيادة في عدد أي طائر، إذا افترضت أن نصف الصغار فقط هي التي تربى وهي التي تتوالد: في ظل حياة الآباء «الطبيعية» (أي الخالية من العوارض) سيكون عدد الأفراد هائلا، وقد اندهشت أيما اندهاش حين خطر لي مدى ضخامة الدمار الذي «لا بد» أنه يلحق سنويا أو عرضا بكل نوع، إلا أننا بالكاد ندرك وسائل هذا الدمار وفتراته.
إنني أواظب على القراءة عن تباين الحيوانات والنباتات الداجنة وماهية الأنواع وجمع الحقائق المتعلقة بهما. ولدي كم هائل من الحقائق، وأعتقد أن بإمكاني التوصل لبعض الاستنتاجات المنطقية. الاستنتاج العام الذي انسقت إليه ببطء من قناعة معاكسة تماما هو أن الأنواع قابلة للتغير، وأن الأنواع القريبة من بعضها شركاء في الانحدار من سلالات مشتركة. أعلم كم ما أعرض نفسي له من توبيخ على هذا الاستنتاج، لكنني على الأقل توصلت إليه بأمانة وترو. لكنني لن أنشر شيئا عن هذا الموضوع قبل عدة سنوات. في الوقت الحالي أعمل على كتاب «ملاحظات جيولوجية عن أمريكا الجنوبية». أرجو أن أجد في كتابك بعض الحقائق حول التباينات الطفيفة في بنية الحيوانات التي درستها أو غرائزها.
المخلص لك دائما
Shafi da ba'a sani ba