Charles Darwin: Rayuwarsa da Wasikunsa (Sashi na Farko): Tare da Wani Babu Karatun Tarihin Kai daga Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Nau'ikan
عزيزي هوكر
إنني في غاية الامتنان على خطابك اللطيف جدا؛ كان تصرفا في غاية الكرم أن تفكر في كتابة خطاب طويل إلي، في خضم انشغالك العلمي والطبي. إنني مندهش مما سمعته من أخبارك، ولا بد أن أحزن على رأيك «الحالي» في منصب الأستاذية المعروض عليك [إذ كان مرشحا لمنصب أستاذ علم النبات في جامعة إدنبرة]، وإنني أستهجن الأمر بإخلاص شديد من جانبي. ثمة شيء مخيف جدا في أن يفصل بيننا عدة مئات من الأميال، رغم أننا لم نلتق كثيرا حين كنا أكثر قربا أحدنا من الآخر. لن تصدق كم يعتريني من أسف بالغ على الفرصة الحالية المعروضة عليك؛ فقد كنت أتطلع إلى أن نتقابل كثيرا خلال حياتنا. يا لها من خيبة أمل كبيرة! ومن وجهة نظر أنانية محضة؛ إذ إنك تساعدني في عملي، أجد خسارتك لا تعوض حقا. لكن من ناحية أخرى، لا يساورني شك أنك ترى هذه الفرصة بعين يائسة، بدلا من أن تراها بنظرة مشرقة. بالطبع ثمة مزايا عظيمة، مثلما هناك مساوئ؛ فالمنصب ذو مكانة رفيعة، ويبدو لي حقا أن هناك الكثير جدا من الأساتذة غير المبالين، والقليل جدا من الأساتذة المساعدين، حتى إنها لميزة كبرى، من منظور علمي بحت، أن يشغل شخص جيد منصبا يؤدي بالآخرين إلى الانتباه إلى عمله. لقد نسيت ما إن كنت درست في جامعة إدنبرة طالبا، لكن حين كنت هناك كان يوجد مجموعة من الرجال أبعد ما يكونون عن المستمعين اللامبالين والبلداء الذين تتوقعهم في جمهورك. تأمل أي سعادة وشرف أن تكون عالم نبات بارزا؛ فبما لديك من استعداد ستكون للجميع مثلما كان هنزلو لي ولآخرين في كامبريدج، أطيب صديق وموجه. كذلك ستستمتع هناك بحديقة غناء، ومكتبة عامة ثرية. حقا، إن فوربس دائم التحسر على المزايا المتوفرة في العمل في إدنبرة، فلتفكر في الميزة التي لا تقدر بثمن في أن تكون على بعد مسافة قصيرة تقطع سيرا على الأقدام من تلك الصخور والتلال والشطآن الرملية الرائعة القريبة من إدنبرة! بالتأكيد، لا أستطيع أن أعبر عن حزني لسفرك أكثر من ذلك، وإن كنت أرثي نفسي بشدة على فقدانك. بالطبع، سيصير التدريس، خلال عام أو اثنين، بقدرتك «الجبارة» على العمل (مهما داخلتك رغبة في أن تقول العكس) أمرا سهلا، وسيتاح لك وقت معقول من أجل دراسة نباتات القطب الجنوبي ونظرياتك العامة عن التوزيع. لو كنت أعتقد أن اشتغالك أستاذا سيوقف عملك، لتمنيت أن يذهب هو وكل عواقبه الدنيوية الطيبة إلى الجحيم. أعلم أنني سأعيش حتى أراك المرجعية الأولى في أوروبا في هذا المجال العظيم، الذي يكاد يكون حجر الأساس لقوانين الخلق، ألا وهو التوزيع الجغرافي. حسنا، سيكون ثمة عزاء واحد، وهو أنك ستكون في كيو، بلا شك، كل عام، وهكذا سأنهي خطابي بالإعراب عن تهانئي القلبية رغما عن رأيك. أشكرك على كل الأخبار التي نقلتها إلي. يؤسفني ما سمعته عن تدهور حال هومبولت؛ لا يسعني مغالبة الشعور، وإن كان بلا حق، بأن تلك النهاية مهينة، حتى حين رأيته تكلم كلاما بعيدا كل البعد عن المنطق. إن رأيته مرة أخرى، أرجوك أن تبلغه أسمى وأرق تحياتي، وأخبره أنني لا أنسى مطلقا أن المسار الذي أخذته حياتي كلها يرجع لقراءتي كتابه «سرد شخصي» مرارا حين كنت شابا. كم هي صحيحة وسارة كل ملحوظاتك حول لطفه؛ فلتتأمل كم فرصة ستسنح لك، في مكانك الجديد، لتكون شخصا مثل هومبولت للآخرين. فلتسأله حول النهر الذي في شمال شرق أوروبا، الذي تختلف الحياة النباتية جدا على ضفتيه المتقابلتين. لقد حصلت على نسخة كتاب ويلكس التي أرسلتها إلي وقرأتها؛ يا له من كتاب ضعيف في المحتوى والأسلوب، وكم قدم تقديما مبهرا! فلتكتب لي خطابا من برلين. أشكرك أيضا على بروفات الطباعة، إلا أنني لم أقصد ألواح بروفات الطباعة؛ فإنني أقدر قيمتها لأنها توفر علي نسخ المقتطفات. الوداع يا عزيزي هوكر، بقلب مثقل أتمنى لك السعادة في حياتك المستقبلية.
صديقك المخلص
سي داروين [اكتملت الطبعة الثانية من كتاب «يوميات الأبحاث» التي يشير إليها الخطاب التالي، فيما بين 25 أبريل و25 أغسطس. ونشرها السيد موراي في سلسلة «كولونيال أند هوم ليبراري»، وسرعان ما بيعت بأعداد كبيرة في هذا الشكل الأكثر يسرا.
حتى وقت مفاوضاته الأولى مع السيد موراي لنشرها بهذا الشكل، كان الأجر الوحيد الذي يتلقاه هو عدد كبير من نسخ أعماله، ويبدو أنه كان سعيدا ببيع حق نشر الطبعة الثانية إلى السيد مواري مقابل 150 جنيها.
إن نقاط الاختلاف بين هذه الطبعة والطبعة الأولى مثيرة للاهتمام خاصة فيما يتعلق بنمو وجهات نظر المؤلف عن التطور، وسوف تنظر فيما بعد.]
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون [يوليو، 1845]
عزيزي لايل
أرسل لك الجزء الأول من الطبعة الجديدة [من كتاب «يوميات الأبحاث»]، التي أدين لك بها كاملة. سترى أنني أقدمت على إهدائها إليك، وأعتقد أن هذا لا يمكن أن يكون شيئا مزعجا. طالما تمنيت أن أعترف، على نحو أكثر جلاء وليس بمجرد الإشارة، كم أدين لك في مجال الجيولوجيا، ليس من أجلك بقدر ما هو لأجل الأمانة العلمية. إلا أن من هم مثلك من المؤلفين، الذين يثقفون عقول الناس وكذلك يعلمونهم حقائق خاصة، لا يمكن أبدا، حسبما أعتقد، أن ينصفوا تماما إلا بعد أجيال؛ فالعقل حين يرتقي هكذا بلا اكتراث بالكاد يستطيع أن يدرك مدى ارتقائه لمستويات عليا. كنت أنوي وضع هذا التقدير الراهن في الكتاب الثالث من سلسلة كتبي عن الجيولوجيا في رحلة البيجل، لكن مبيعاته قليلة للغاية حتى إنه ما كان سيمنحني رضا الاعتقاد بأنني قد اعترفت بجميلك علي في حدود المتاح لي، حتى إن كان ذلك بصورة ناقصة. أرجو ألا يأخذك الظن بأني من الحماقة بحيث أفترض أن إهدائي قد يكافئك بأي طريقة، إلا في حدود ما يداخلني من ثقة بأنك ستتلقاه بصفته أصدق آيات العرفان والصداقة. أعتقد أنني حسنت هذه الطبعة، خاصة الجزء الثاني، الذي انتهيت منه للتو. لقد أضفت إضافة كبيرة عن أهل فويجو، وقللت النقاش الممتد طويلا بلا هوادة حول المناخ والأنهار الجليدية ... إلخ، إلى النصف. لا أتذكر أنني أضفت للجزء الأول أي شيء طويل طولا يستحق أن ألفت انتباهك إليه؛ ثمة صفحة بها وصف لسلالة غريبة جدا من الثيران في منطقة باندا أورينتال. أرجو أن تقرأ الصفحات القليلة الأخيرة؛ حيث ثمة نقاش صغير حول الانقراض، الذي قد لا تجده جديدا، رغم أنني وجدته كذلك، وقد وضعت في ذهني كل الصعوبات المتعلقة بمسببات الانقراض، في نفس الفئة مع الصعوبات الأخرى التي يغفل عنها علماء التاريخ الطبيعي ويستخفون بها تماما في العموم؛ إلا أنني كان لا بد أن أسترسل في نقاشي وأن أبرهن بالحقائق، بأيسر طريقة ممكنة، كيف لا بد أن أعداد كل الأنواع قد قلت باطراد.
Shafi da ba'a sani ba