38

Characteristics of the Victorious Sect and Its Concepts

صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها

Mai Buga Littafi

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Inda aka buga

الجيزة - مصر

Nau'ikan

أما المعاند فلو جئتَه بمائة دليل لَأَوَّلَ النصوص، ولوى أعناقها، وحرَّف المقصود، كما فعلت يهود من قبل. ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ﴾ [البقرة: ١٤٥]. لوازم هذا المفهوم: وبناء على هذا المفهوم المهم؛ كان أفراد الطائفة المنصورة الأولى يُرْجِعُونَ كُلَّ مصائبهم، وهمومهم، وأمراضهم الفردية والجماعية، إلى ما كسبت أيديهم. حتى إذا شاكت أحدهم شوكة، أو أصابته سَعْلَةٌ، أرجع ذلك إلى ذنب فعله، أو إثم اقترفه؛ عملًا بقوله ﷺ: «لا يصيب رجلًا خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر» (١). قال ابن كثير عند قوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ...﴾ الآية [النور: ٦٣]: «أي: عن أمر رسول الله ﷺ، وهو سبيله، ومنهاجه، وطريقته، وسننه، وشريعته ... ﴿أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣]: أي: في الدنيا، بتقتيل، أو حَدٍّ، أو حَبْسٍ، أو نحو ذلك» (٢).

(١) رواه ابن جرير (٨/ ٩٩٦٩) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٥٩٧) لعبد بن حميد وله شواهد كثيرة أُنظرها في صحيح الجامع (٧٦٠٨ - ٧٦٠٩)، (٥٦٣٩ - ٥٦٣٤ - ٥٦٩٤). (٢) تفسير ابن كثير (٣/ ٣١٩).

1 / 38