ولشماء مآثرها الخارقة، خلال حرب ومنازعات بني هلال في الهند وسرنديب والأناضول واليمن والجنوب العربي عامة، فهي تتشابه مع رموز وإلهات الحرب الأنثيات في الميثولوجيات القديمة، وأبرزهن «أثينا» في قيادتها للتحالف القبلي اليوناني - الإغريقي - في حروب وحصار طروادة.
وهو ما توارثته «الجازية» فيما سيلي من أحداث عزيزة ويونس، والريادة حول فتوحات بني هلال في الشمال وفلسطين ومصر وليبيا، لحين حصار تونس والمغرب العربي للمطالبة بالإفراج عن أسراهم الأمراء، أو الفرسان الثلاثة يونس ومرعي ويحيى.
وهنا نكون قد وصلنا إلى الحلقة الثانية لسيرة الهلالية، التي تبدأ أحداثها بمرحلة السلطان حسن وأبي زيد الهلالي من بلاد السرو وعبادة بوادي الأردن وفلسطين، حيث تعيش قبائل بني زغبة المنحدرة من ذرية جبير إلى أن تصل بنا إلى نسب بطل التحالف اليمني والجنوب العربي عامة الأمير غانم وابنه دياب.
الهلاليون يحاربون يهود خيبر
أما السبب الدافع لتلك الهجرة من ربوع وادي الأردن ومرج بني عامر بفلسطين، فلم يكن سوى السيول والجفاف.
واللافت للنظر هنا أنهم عبر هجراتهم الجماعية إلى سهول نجد المرية يخوضون أولى حروبهم مع يهود بني خيبر، وهي حروب طويلة مضنية تستغرق وقائعها الجانب الأكبر من الحلقة الثانية للهلالية، لحين تحقيق انتصاراتهم على اليهود الخيبريين الذين كانوا في بعض صورهم التاريخية يتصدون لمحاربة الأكاسرة الفرس.
ففي هذا الجزء أو الحلقة الثانية للهلالية وسيرتهم، تستقر تحالفاتهم من عرب نجديين وحجازيين قيسيين أو معديين وجنوبيين قحطانيين، وتجيء هذه التحالفات تحت شارة أو راية الهلال، آخذين بالتقويم القمري الهجري فيما بعد.
ويقدم السلطان حسن على الزواج من «نوفلة » أخت دياب بن غانم، ثم يقطع عهده لدياب هذا قائد ورأس التحالف اليمني بتقديمه أخته «نور بارق» أو الجازية له للزواج منها، والتي سترث أمها السالفة شماء قيادتها لحروب وهجرات بني هلال حتى ليصبح لها ثلث المشورة.
تغريبة بني هلال
أما تغريبة بني هلال أو الحلقة الثالثة، فتبدأ بإرسال أبي زيد الهلالي ومعه الأمراء الشبان الثلاثة يونس ومرعي ويحيى لزيارة المغرب العربي بشمال أفريقيا وخاصة تونس الخضراء، حيث يقعون في أسر فارسها خليفة الزناتي ووزير داخليتها المتسلط العلام، لحين قدوم الفيالق الهلالية لحصار تونس وتخليصهم من الأسر.
Shafi da ba'a sani ba