مثلما حين تهب ريح الغرب العاتية
تملأ السماء السحب السوداء والظلام العاصف،
وتحتجب الشمس قبل الوقت الذي ينبغي أن تتلألأ فيه النجوم،
ويلف الليل الأرض كلها،
ولكن إذا انطلقت ريح الشمال من كهفها الطراقي،
وجعلت تجلد الظلام بسوطها وتحرر النهار السجين،
فإن الشمس تتألق بفيض مفاجئ من النور،
وتبهر الأعين الطارفة بأشعتها.
بنفس الطريقة تبددت غيوم حزني وابتهجت بالضياء، والتفت أتملى وجه طبيبتي وقد عاد إلي صوابي، وثبت عيني عليها، فعرفت فيها مربيتي التي نشأت في بيتها منذ شبابي - الفلسفة. وسألتها لماذا هبطت من عليائها إلى منفاي الموحش، «ألكي يتهموك ظلما مثلما اتهموني؟!»
ردت السيدة: «كيف أتخلى عنك يا ولدي؟ وكيف لا أقاسمك عناءك الذي تحملته بسببي وبسبب كراهية الناس لاسمي؟ أتحسبني أخشى الاتهام أو أرتعد فرقا كما لو كان جديدا علي؟ وهل هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الحكمة للخطر وتتهددها قوى الشر؟ فقديما أيضا، قبل عهد خادمي أفلاطون، كم خضت في معارك كبيرة ضد قوى الغباء الطائشة، ثم في حياة أفلاطون انتصر أستاذه سقراط على الموت الظالم بوقوفي إلى جانبه، وبعدها بذلت جموع الأبيقوريين
Shafi da ba'a sani ba