Dawowar Mutuwar Bakar Fata
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Nau'ikan
أثناء الطاعون كان أهل البلدة يأتون بالطعام إلى كونيبدس، حصن على سفح جبل هاي، ويتركونه لسكان كيندال «حيث كان هذا احتكاكهم الوحيد أثناء تلك الفترة المدمرة.»
لم نعثر على أية سجلات للطاعون المتفشي في كزيك بشمال بحيرة ديستريكت، بيد أن بارنز، وهو مؤرخ محلي، حكى ما يلي عام 1891:
كان هناك عرف في كزيك أنه متى هاج الطاعون، ولم تعقد الأسواق خشية العدوى، كان أهل الوديان يأتون بغزلهم ونسيجهم إلى حجر كبير، يكون واضحا وضوح الشمس على إحدى الروابي المنخفضة لجبل أرمبوث، وهناك يلتقون بصفة دورية لمزاولة المعاملات التجارية مع التجار. ولا يزال يطلق على هذا الحجر اسم «حجر النسيج». يقول لي السيد جيه فيشر من قرية كروستويت أنه سمع العجائز يقولون إنه متى ظهر طاعون في كزيك، كان أهل البلدة يفدون إلى نبع «كادي بيك»، لكنهم لا يعبرون الجدول الصغير. كان أهل كزيك يضعون النقود في الماء ثم يأخذها التجار الذين يضعون لهم منتجاتهم على الأرض ليأخذوها مقابل ما دفعوا من نقود.
كانت الأوبئة الكبيرة تتوغل فقط في بلدات ومدن الأسواق الكبيرة. أظهر تحليل السجلات المتاحة لأبرشيات وادي آيدن الصغيرة أنه لم تسجل حالات دفن على إثر الإصابة بالطاعون إلا في أماكن معدودات، وفي بعض الحالات، بلغ إجمالي حالات الدفن أقل من اثنتي عشرة حالة. أكد هذا اعتقادنا بأن نوبة التفشي مكتملة الأطوار لهذا المرض لم تكن تحدث إلا في مجتمعات فوق حد أدنى لحجم معين، مثل بلدات ومدن الأسواق التي كانت مركزا للتجارة المحلية والتي كان يزورها بانتظام الرعاة وتجار الصوف. كان الصوف، السيئ الجودة على نحو واضح، أحد الصادرات المهمة التي تصنع في وادي آيدن.
في ووركوب (وهي قرية تبعد 15 ميلا أو 23 كيلومترا، جنوب شرق بنريث)، بدا أن المرض مقصور على جزء واحد من الأبرشية، وعلى عائلتين فحسب؛ فقد قضى آدم موس وولداه نحبهم على إثر الإصابة بالطاعون «كما ظن الناس» في التاسع عشر من أكتوبر 1597، وفي الرابع من نوفمبر، دفنت مارجريت موس وأجنس لانكستر في حوش محاط بدير يقع في بلاتارين. حدثت حالات الدفن التالية في الخامس والعشرين من مايو 1598 (من المفترض أنها نوبة تفش جديدة)، عندما لقي ريتشارد لانكستر وزوجته «حتفيهما في حالة يرثى لها بسبب الطاعون ودفنا بفنائهما في بلاتارين على ما يعتقد.» ذكر قيد آخر في السادس من يونيو 1598: «وافت المنية توماس بن ريتشارد لانكستر من قرية بلاتارين وحرق مخزن الغلال الذي توفي فيه ودفن جثمانه بعد ذلك.» ومع أن الطاعون لم يذكر كسبب للوفاة، فإن حقيقة أن التطهير باستخدام النيران كان يعد ضرورة تشير إلى وجود مرض شديد العدوى يرتعد منه الناس بشدة.
تذكر سجلات الأبرشية في بنريث أن الطاعون ضرب أيضا بلدة أبلبي الواقعة عند الطرف الشمالي من وادي آيدن، ومن إدراجه بجانب كيندال وكارلايل نستنتج أن تلك كانت هجمة شرسة للطاعون. على ما يبدو أن نوبة التفشي حدثت قرب نهاية الجائحة، وفي الغالب وصلت العدوى مرة أخرى من ريتشموند.
بعد مضي وقت طويل تحرك المرض من كارلايل شمالا ووصل بلدة دومفريس باسكتلندا بحلول شتاء عام 1598. تسبب الوباء في عوائق للتجارة بل أدى أيضا إلى ندرة الطعام؛ في أحد المواقف أوقف رجلان، أرسلا من دومفريس إلى منطقة جالواي، في بلدة السوق ويجتون وبحوزتهما 38 رأس ماشية، وقد طلب دفع تعويض لأن الماشية التي صودرت صارت عجافا. (7) معاناة الضحايا
لم نعثر على أية روايات تتناول الأعراض التي ظهرت على ضحايا الطاعون في بنريث وكارلايل، على أن ريتشارد ليك، «مبشر بكلمة الله في كيلنجتون في بارونية كيندال ومقاطعة وستمرلاند»، ألقى خطبه المزعومة بشأن الطاعون عام 1598 أو عام 1599 التي قال فيها:
شاء الله أن يذيق بلادنا خلال سنتين متصلتين (في الأجزاء الشمالية من الجزيرة) قدرته على الدينونة، لما أثارت خطايانا الكثيرة الهائلة غضبه، لقد ضربنا بأوجاع كثيرة ومؤلمة، مثلما حدث عندما ظهرت في البداية الحمى الشديدة، وبعدها مشكلة النزيف، وآخرها وأكثرها رعبا الوباء اللعين الذي أصاب الكثيرين ونشر الفزع والرعب في جميع أنحاء البلاد. ومع أنني لم أصب ولم يصب أي من الأفراد الذين أتولى رعايتهم، فجميعنا كان مسئولا عن هذا المرض بسبب قلوبنا المذنبة.
عانى الضحايا من الحمى الشديدة المعتادة التي كان يعقبها «مشكلة النزيف»، مع أنه لم يكن واضحا مصدره. كنا على يقين من أن المرض المعدي نفسه كان المسئول عن هذه النوبة الوبائية مثلما كان مسئولا عن جميع طواعين أوروبا الأخرى. (8) ظهور ملامح السفاح
Shafi da ba'a sani ba