Dawowar Mutuwar Bakar Fata
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Nau'ikan
وإذا شاء الله أن يقبض روحي أنا وزوجتي في هذا الابتلاء ... يقسم أصدقاؤها وأصدقائي بقية أمتعتي بالتساوي فيما بينهم.
أنوط إلى مابيل زوجتي بتنفيذ وصيتي.
أعطي لهنري إيري إذا مات كلانا ربع بوشل من الشعير وملء خمس عربات من فحم المستنقعات. (5) لماذا نجا البعض من العدوى؟
من المؤكد أنه لم يمت كل من اتصل بشخص مصاب؛ فقد رأينا إليزابيث براون تلك الأرملة التي تولت عائلة كروسبي رعايتها في أيامها الأخيرة، ونجوا جميعا. وثمة الكثير من الحالات التي نجا فيها من الطاعون فرد أو أكثر من أفراد العائلة؛ في الغالب كان طفلا صغيرا. ووجدنا أن كثيرين ممن شهدوا على وصية أحد ضحايا الطاعون الذين كانوا يعانون سكرات الموت نجوا كذلك حتى لو كان الطاعون قد أصاب عائلاتهم هم أيضا. لم يكن يوجد على ما يبدو أية صعوبة في إيجاد شخص لديه الاستعداد للتعرض للعدوى أثناء الشهادة على الوصية، بل توفر للبعض أكثر من ستة شهود. يشير هذا إلى أن بعض الأشخاص كانت لديهم مقاومة للعدوى في هذا الوباء، وهي نقطة أشرنا إليها في روايات الموت الأسود والطواعين الأخرى.
مع أننا وجدنا أمثلة على أشخاص انتقلت إليهم العدوى بلا شك من شخص على فراش الموت، فإننا رأينا أنه عادة ما كان الشخص أقل قدرة على نقل العدوى بمجرد ظهور الأعراض. ربما يفسر هذا نجاة الكثير من الشهود.
وماذا عن الناجين في بنريث؟ على غرار الناجين من الموت الأسود الأول، عاود المجتمع الصغير الوقوف على قدميه سريعا جدا؛ إذ أقيمت الأسواق مرة أخرى ووفد الأفراد من المقاطعات المجاورة ليستحوذوا على الأراضي والمنازل الشاغرة ويغتنموا جميع الفرص الوظيفية. أظهرت الأبحاث التاريخية التي أجرتها سو سكوت أن المجتمع صار كأنه بلدة حدودية وارتفعت معدلات النغولة ارتفاعا هائلا. من يلومهم على ضرب الحيطة بعرض الحائط وهم الذين يناضلون من أجل إعادة بناء حيواتهم؟
اليوم تبرز المدافن المؤقتة على تلة بنريث على خريطة هيئة المسح البريطانية، إلا أنها مغطاة الآن بمنطقة سكنية. من السهل تخيل أن أشباح أولئك الذين ماتوا إبان ابتلاء الطاعون لا تزال تحوم هناك. (6) انتشار الوباء في أنحاء شمال غرب إنجلترا
كما رأينا من قبل، انتشر المرض بسرعة كبيرة من بنريث إلى كارلايل، حيث اتخذت السلطات المدنية تدابير في الصحة العامة أكثر صرامة. من الواضح أنه بحلول عام 1597 كانت حتى البلدات الريفية النائية على دراية بما ينبغي فعله عندما ضربها الطاعون. سجل ما يلي في أحد لقاءات مجلس المدينة:
في اليوم الثالث من نوفمبر 1597، رأت الجهات المختصة أنه ينبغي حصر المرض في هذه المدينة بغية تجنب المزيد من التفشي لعدوى مرض الطاعون المشتبه في ظهوره هناك حينها، إن كانت هذه مشيئة الله كي يبارك مساعيهم الحذرة هناك.
كانت المنازل المصابة تشمع، وكانت ترتب عملية إمداد قاطنيها بالمؤن، وكانت تتخذ ترتيبات ممنهجة لإزالة الجثث والتخلص منها، وكان رجال أمناء محنكون يزورونهم يوميا لاكتشاف حالات مرضية.
Shafi da ba'a sani ba