Dawowar Mutuwar Bakar Fata
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Nau'ikan
وكانت السيدات ذات المقام والنسب والمتسمات بالحشمة والرشاقة،
يعرضن عنه كما لو كان وحشا بربريا.
كما قدم المثل التالي:
كان هناك رجل مصاب بنوبة حمى ورجفة مستلقيا على الأرض في بلدة ميدينهيد بمقاطعة بيركشير، وكانت نوبة الحمى قد اشتدت به. أخذ رجلان من البلدة (أستطيع أن أسميهما) يضربانه بالحجارة، ولما لم يفلحا في دفعه على النهوض، تناول أحدهما أنشوطة أو عقافة مراكب طويلة، وشبكها في بنطال الرجل المريض، ساحبا إياه للخلف ووجهه مجرور على الأرض إلى أسفل الجسر في مكان جاف حيث استلقى إلى أن زالت نوبته، وبعد أن فقد قبعة جديدة، ذهب إلى حال سبيله.
في ريتشموند، أخذ زوجة وصبي يجران الزوج عاريا أثناء الليل وألقياه في نهر التيمز حيث عثر على جثته في اليوم التالي. وفي ساوثهامبتون في السابع والعشرين من أغسطس مات شخص غريب في الحقول: «لقد قدم من لندن وكان بحوزته مبلغ كبير من المال أخذ منه قبل موته.»
أكد الدكتور دون، رئيس رهبان كاتدرائية سان بول هذه المواقف في خطاب أرسله من تشيلسي في الخامس والعشرين من نوفمبر:
ولى المواطنون الأدبار، كما لو كانوا قد فروا من منزل اشتعلت فيه النيران، وحشوا جيوبهم بأفضل مقتنياتهم، وألقوا بأنفسهم على قارعة الطرق الرئيسية، ولم يكن الناس يستقبلونهم حتى في مخازن الحبوب، ولقوا حتفهم على هذا النحو: كان بحوزة البعض منهم مال يكفي لشراء القرية التي لقوا فيها حتفهم ويفيض. أخبرني أحد قضاة الصلح عن شخص توفي هكذا وبحوزته 1400 جنيه.
تناقل الناس قصة عن امرأة فرت إلى بلدة كرويدون التي تبعد 10 أميال (16 كيلومترا) جنوب لندن، وفيما نظرت وراءها على تل ستريتم وقالت «وداعا أيها الطاعون»، مرضت بعدها بقليل و«ظهرت أمارات الرب على صدرها.» (10) وباء محدود في أبرشية مالبس: وافد من لندن يحمل العدوى
عاد راف داوسون من لندن، حيث كان الطاعون متفشيا، إلى منزل أبيه في برادلي، وهي ضيعة بأبرشية مالبس بمقاطعة تشيشير، مسيرة نحو 185 ميلا (300 كيلومتر). ذكرت سجلات الأبرشية على نحو مفصل ومحدد أنه كان قد أصيب بالعدوى وهو في لندن، وهو مثال جيد آخر على قدرة المرض على الانتقال عبر مسافات طويلة. ظهرت لدى راف داوسون الأعراض المميزة للمرض ولقي حتفه أخيرا في الخامس والعشرين من يوليو عام 1625. حسبنا في وقت لاحق أنه حتما أصيب بالمرض وهو في لندن في الثامن عشر من يونيو تقريبا. وكان لا بد أن يدفن بالقرب من منزل العائلة؛ نظرا لأنه لم يكن مسموحا بدفن جسده الموبوء في فناء الكنيسة.
بعدها أصيب كل أفراد العائلة وخدامها بالعدوى، واحدا تلو الآخر، ودفنوا أيضا بالقرب من المنزل. من المؤكد أن راف داوسون نقل العدوى إلى خمسة أفراد من العائلة بشكل مباشر، وربما إلى اثنين آخرين، عمه ريتشارد داوسون وأخيه الصغير جون. من الواضح أن معدل الاحتكاك الأسري كان مرتفعا.
Shafi da ba'a sani ba