Dawowar Mutuwar Bakar Fata
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Nau'ikan
بيولوجيا الطاعون الدبلي: تناول الخرافة من منظور مختلف
أيها السيدات والسادة أعضاء لجنة المحلفين الموقرين، إن المتهم الرث الهيئة الماثل أمامكم في قفص الاتهام مع حاشيته من البراغيث، هو السيد «فأر». ودائما ما كانت توجه إليه إصبع الاتهام طيلة القرن العشرين بأكمله بتهمة أنه المسئول غير المباشر عن الموت الأسود، أبشع مرض ضرب البشرية على الإطلاق. ولسوف أثبت بالدليل القاطع أن موكلي جرى تلطيخ سمعته بشدة، وأنه بريء تماما من التهم المنسوبة إليه على نحو جائر منذ 100 عام. أطالب بإطلاق سراحه طاهر اليدين.
عانى الإنسان من الطاعون الدبلي لمئات السنين، وبالأخص في منطقة الهضبة الآسيوية الوسطى التي اعتبرت مسقط رأس المرض؛ حيث قيل إنه وقع هناك 232 نوبة تفش في الصين ما بين عامي 37 و1718 ميلادية. وقد أصبح مستوطنا في إقليم يونان الصينية، وفي عام 1855 أرسلت قوات لقمع تمرد حدث هناك حيث انتشر بعدها مباشرة الطاعون الدبلي أكثر، ربما نتيجة لتنقل اللاجئين. وقد وصل عاصمة الإقليم كونمينج عام 1866 ثم مدينتي كانتون وهونج كونج بعدها بثماني سنوات، وهو معدل انتشار بطيء إلى حد ما. ثم تحركت العدوى إلى الوراء نحو الهند عبر مدينة كلكتا عام 1895 ونحو مومباي في العام التالي. وبدأت جائحة القرن العشرين الكبيرة. انتقل الطاعون الدبلي إلى القارتين الأفريقية والأمريكية، واستمر هناك وفي آسيا حتى يومنا هذا، مع أن الطواعين اختفت من أوروبا نحو عام 1670، منذ أكثر من 300 عام. (1) قوارض منيعة: المفتاح إلى فهم الطاعون الدبلي
الطاعون الدبلي هو مرض يصيب القوارض ولا ينتقل إلى الإنسان إلا من حين لآخر أو على نحو عارض، والمفتاح إلى فهم هذا المرض يكمن في الفروق الواضحة أيما وضوح بين القوارض من حيث قابلية الإصابة بالعدوى عن طريق البكتيريا. الفئران معرضة بشدة للموت من اليرسينية الطاعونية، في حين أن قوارض أخرى مثل اليرابيع وفئران الحقل، مقاومة للطاعون، ويمكنها أن تنجو من العدوى دون الكثير من الضرر على ما يبدو. هذا الفرق له أهمية كبرى في تحديد استمرارية نوبة تفش لطاعون دبلي في إحدى جماعات القوارض؛ ذلك لأن المرض سوف يخمد إذا كانت جميعا لديها قابلية شديدة للإصابة، في حين أنه يستمر في المناطق التي يوجد فيها توازن بين العوائل التي لديها قابلية للإصابة بالعدوى والعوائل المقاومة. على سبيل المثال: في كولورادو الوسطى محا المرض عن وجه الأرض تماما مستعمرة معزولة من كلاب البراري عندما وصل إلى هناك؛ لأن الكلاب كان لديها قابلية كبيرة للإصابة وماتت جميعها. الدرس المستفاد هو أن الطاعون الدبلي يمكن أن يستمر لدى القوارض المحلية فقط إن كان يوجد بينها مستودع من الأنواع المقاومة. (2) أوكار الطاعون الدبلي
عادة ما ينتقل الطاعون الدبلي حول موانئ العالم عن طريق الفئران المصابة الموجودة على متن القارب. لدى وصول الميناء في الموضع المناسب، ينتقل المرض من الفئران عن طريق براغيثها إلى أنواع القوارض المحلية المقاومة، مثل اليرابيع أو السناجب الأرضية، وبهذه الطريقة يمكنه أن يستمر لفترات زمنية طويلة. ثم من حين إلى آخر ينتقل المرض على نطاق واسع وسريعا إلى القوارض التي لديها قابلية للإصابة؛ مما يترتب عليه هلاك أعداد هائلة. في بعض هذه النوبات كانت تكدس الفئران الميتة أكواما في عربات، وغالبا ما كانت جثثها من الأمارات الأولى على وجود الطاعون الدبلي في المنطقة.
إن التوزيع الجغرافي للقوارض (باستثناء الفئران) التي ورد إصابتها بعدوى اليرسينية الطاعونية مهم للغاية:
أمريكا الشمالية
51
أمريكا الجنوبية
42
Shafi da ba'a sani ba