62

قلت: «خدى وارم؟» ورفعت يدى إليه اتحسسه.

وسمعتها تقول: «قرصة نملة على ما يظهر».

قلت: «وكيف تريننى فيما عدا ذلك»؟

قالت: «أراك قليل الذوق. توقظنى فى الفجر لتسالنى سؤالا باردا ... ماذا جرى لك؟

قلت: «إنها تسأل ماذا جرى لى»؟

وخطر لى أنها لا تعرف فلها العذر، وأدرت عينى فى نفسى. فألفيتنى على عهدى بها، لا كما كنت أمس - أعنى.. تعرف ما أعنى - ودفعت يدى إلى وجهى، فشعرت بخشونة الشعر النابت، وإلى شفتى العليا فإذا عليها الشاربان، فتشهدت وتنهدت، وارتميت على كرسى.

وسمعتها تقول وهى تضع رأسها على المخدة: «اذهب ونم فما زالت من الليل بقية».

فوقفت، وقلت: «أنا أنام؟ مستحيل ...».

قالت، وأدارت وجهها عنى: «شأنك. أما أنا فسأنام. فاذهب عنى من فضلك».

قلت أعاتبها: «وتتركيننى»؟

Shafi da ba'a sani ba