Koma Kan Tsohon Al'amari
عود على بدء
Nau'ikan
قالت: «آه. صحيح.. وو ...».
قلت: «وكنا نتشاور فى الوسيلة لمنع ذلك، وإذا بك يغشى عليك».
قالت: «أهذا كل ما كان»؟
قلت: «كله».
فتنهدت، وقالت: «الحمد لله. ولكنه حلم لن أنساه. ما أفظعه»!
قلت: «ماذا رأيت فيه»؟
قالت، وهى تنهض إلى قدميها: «لا، لا، لا ... لا أستطيع. أووف يا حفيظ يارب»!
وسحبتنى معها وخرجت بى من الغرفة.
وهكذا ضاعت الفرصة، وعدت بالنمل مدسوسا فى جيبى كما جئت ورجعت إلى غرفتى، وعضنى الجوع، ولم أجد شيئا يؤكل. فاستلقيت علي السرير فأغفيت، ورأيت فيما يرى النائم انى صبى صغير من خشب، وأنى أرتدي ثيابا من ورق، وعلى رأسى طربوش أسمر من لباب الخبز، فأخوف ما أخاف النار والفيران. وبصرت بملعب على بابه رجل ينقر علي طبلة بعصوين ويدعو الناس أن يدخلوا، فتسللت من بين الأرجل، وإذا علي المسرح صبيان مثلى من خشب يرقصون، فما إن رأونى حتى كفوا عن الرقص وصاحوا جميعا: «هذا أخونا التائه قد رد إلينا». ودعونى إليهم فقفزت فإذا أنا على صلعة رئيس الجوقة التى تعزف، وقفزت مرة أخري فإذا أنا معهم، فأقبلوا على يحيوننى ويعانقوننى. ودخل علينا عملاق يشبه عمى، نهرنا وزجرنا عن العناق وساقنا أمامه. وإذا نحن فى المطبخ وإذا كبش عظيم يشوى على النار، وانطرح العملاق على كرسي ونفخ نفختين ثم قال: «النار تكاد تخبو وتهمد، وعشائى لم ينضج، فتعال أنت (وأشار إلى) لألقى بك علبها فتذكو».
فجعلت أتوسل إليه وأقول إنى يتيم ولا أريد أن أموت - فعطس فقلت: «يرحمك الله» ودنا منى أخ من خشب خيل لى أن فيه مشابه من أحد ولدي وهنأنى بالنجاة، وقال إن صاحبنا يعطس إذا رق قلبه وأدركه العطف وسمعت العملاق يصيح مرة أخرى: «ولكنى لن أتعشى إذا تركت النار تخبو، فتعال آنت». وأشار إلى الأخ الذى يشبه ابنى فبكى، وبكيت ثم رفعت رأسى وقلت: «كلا. إذا كان لابد من إلقاء أحدنا علي النار فأنا أولى». فعطس العملاق عطستين، فتبادلنا التهنئات، ونظر إلي وقال: «تعال أقبلك». فقفزت حتى صارت قدماى على لحيته، فضمنى إليه بأصبع، ثم حطنى على الأرض وقال: «كنت أرجو أن أنعم شيه ولكنه لم يبق لى مفر من أكله ملهوجا ... لا بأس لا بأس».
Shafi da ba'a sani ba