قلت: «أؤمن بالله، وأكرم أنبياءه، وأحب الفضيلة، ولي رجاء بالآخرة».
فقال: «هذه ألفاظ رتبتها الأجيال الغابرة، ثم وضعها الاقتباس بين شفتيك، أما الحقيقة المجردة؛ فهي أنك لا تؤمن بغير نفسك، ولا تكرم سواها، ولا تهوى غير أميالها، ولا رجاء لك إلا بخلودها، منذ البدء والإنسان يعبد نفسه؛ ولكنه يلقبها بأسماء مختلفة باختلاف أمياله، وأمانيه فتارة يدعوها البعل، وطورا المشترى، وأخرى الله».
ثم ضحك فانفجرت ملامحه تحت نقاب من الهزء، والسخرية، وزاد قائلا: «ولكن ما أغرب الذين يعبدون نفوسهم، ونفوسهم جيف منتنة!». •••
ومرت دقيقة وأنا أفكر بأقواله؛ فأجد فيها معاني أغرب من الحياة، وأهول من الموت، وأعمق من الحقيقة، حتى إذا ما تاهت فكرتي بين مظاهره ومزاياه، وهاجت أميالي؛ لاستعلان أسراره وخفاياه، صرخت قائلا: «إن كان لك رب فبربك قل لي من أنت».
قال: «أنا رب نفسي».
فقلت: «وما اسمك؟».
قال: «الإله المجنون».
فقلت: «وأين ولدت؟».
قال: «في كل مكان».
فقلت: «وأي متى ولدت؟».
Shafi da ba'a sani ba