============================================================
والمنح الإلهية ولما هيأ الله تعالى بواطن الصوفية بتكميل السجايا فيها توصلوا، بحسن الممارسة والرياضة، إلى استخراج ما فى النفوس وهو مركوز بخلق الله تعالى إلى الفعل، فضاروا مؤديين مهذبين.
والآداب تقع فى حق بعض الأشخاص من غير زيادة ممارسة ورياضة، لقوة ما أودع الله تعالى فى غرائزهم، كما قال رسول الله . (أدبنى ربى قأحسن تأدييى")(1).
وفى بعض الناس من يحتاج إلى طول الممارسة؛ لنقصان قوى أصولها فى الغريوة فلهذا احتاج المريدون إلى صحبة المشايخ؟ لتكون الصحبة والتعلم عوئا على استخراج ما فى الطبيعة إلى الفعل، قال الله تعالى: ((قوا أنفسكم وأهليكم تارا)() قال ابن عباس، رضى الله عنهما: فقوهم، وأدبوهم.
وفى لفظ آخر قال رسول الله: "(أدپنى ربى فأحسن تاديبى ثم امرنسى بمكارم الأخلاق، فقال ((خذ العفو وأهر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(2).
قال يوسف بن حسين: بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصلح العمل، وبالعمل تثال الحمكة، وبالحكمة يقام الزهد، ويالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا يرغب فى الآخرة، ويالرغبة فى الآخرة تنال الرتبة عند الله تعالى.
قيل: لا أراد أبو حفص العراق جاء إليه الجتيد، فرأى أصحاب أيى حفص وقوفا على رأسه يأتمرون لأمره لا يخطيع أحد منهم، فقال: يا أبا حفص، أدبت أصحابك أدب الملوك؟ فقال: لا يا أبا القاسم، ولكن حسن الأدب فى الظاهر عنوان الأدب فى الباطن.
قال أبو الحسين التورى(4). ليس لله فى عبده مقام، ولا حال، ولا معرقة تسقط معها آداب الشريعة، وآداب الشريعة حلية الظاهر، والله تعالى لا يبيح تعطيل الجوارح من التحلى بمحاسن الآداب.
قال عبد الله بن الميارك : أرب الخدمة أعز من الخدمة.
(1). ملفق عليه.
(2) آية رقم من سورة التحريم.
(3) آية رقم 199 من سورة الأعراف.
(4) هو: أبو الحسين أحمد ين محمد التورى، بقدادى المولد والنشا، ومن اقران الجتيد. قال الخطيب البغدادى: هو اعلم العراقيين بمطائف القوم. توفى سنة 9290_
Shafi 98