============================================================
ان النفس مجبولة على غرائز وطبائع هى من لوازمها وضرورتها، خلقت من تراب ولها بحسب ذلك طبع، وخلقت من ماء ولها بحسب ذلك طبع، وهكذا من حما مسنون، ومن صلصال كالفخار، وبحسب تلك الأصول التى هى مبادئ تكؤنها استفادت صفات من البهيمية، والسبعية، والشيطانية، وإلى صفة الشيطانية فى الإنسان إشارة بقوله تعالى: (خلق الإتسان ون صلصال كالفخار)(1) لدخول النار فى الفخار، وقد قال الله تعالى: (وخلق الجان ين مارج من ثار(2) والله تعالى بخفى لطفه وعظيم عنايته نزع نصيب الشيطان من رسول الله على ما ورد فى حديث حليمة ابنة الحارث، أنها قالت فى حديث طويل، فبينما نحن خلف بيوتتا ورسول الله مع أخ له من الرضاعة فى بهم (3 لثا جاءتا أخوه يشتد، فقال: ذاك أخى القرشى قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض، فاضجعاه، فشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، قنجده قائما منتقعا لونه، فاعتنقه لوته، فاعتنقه أبوه، وقال: آى بنى، ما شأنك؟ قال: جاءنى رجلان عليهما ثياب بيض، فاضجمانى، فشقا بطنى، ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه، ثم رداه كمسا كان، قرجمنا به معتا، فقال أبوه: ياحليمة، لقد خشيت أن يكون ابنى هذا قد أصيب، فايطلقى بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف، قالت: فاحتملناه فلم ثرغ أمه إلا وقد قيينا به عليها، قالت: ما ردكما وقد كنتما عليه خريصين؟! قلنا: لا والله، لاضير، إلا أن الله عز وجل قد أد عنا وقضينا الذى كان علينا، وقلنا تخشى الإتلاف والأحدات: فنرده إلى أهله. فقالت: ماذاك فاصدقاتى شأنكما؟ فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره، فقالت: خشيئما عليه الشيطان، كلا، والله ما للشيطان عليه سبيل، وإئه لكائن لابنى هذا شأن، ألاأخبركما بخيره؟قلنا : بلى، قالت: حملت به، قما حملت حملا قط أخف منه: فأريت فى النوم حين حملت به كأنه خرج منى نور أضاءت به قصور الشام، ثم وقع حين ولدته وقوغا لم يقعه المولود معتمذا على يديه رافيا رأسه إلى السماء. فدعاه عنكما".
فبعد أن طهر الله رسوله من نصيب الشيطان بقيت النفس الزكية التبوية على حد نفوس البشر، لها ظهود بصفات وأخلاق مبقاه على رسول الله رحمة للخلق، لوجود أمهات تلك الصفات فى نفوس الأمة بمزيد من الظلمة، لتفاوت حال رسول الله وحال الأمة، فاستمدت تلك الصفات المبقا بظهورها فى رسول الله بتثزيل الآيات المحكمات بازائها لقمعها؛ تأدييا من الله لنبيه، رحمة خاصة له، وعامة للأمة، موزعة بنزول (1) آية رقم 14 من سورة الرحمن: (2) آية رقم 15 من سورة الرحمن : (3) الهم : أولاد البقر والمفرد الضآن
Shafi 56