============================================================
النفس، فإذا استولت الكلمة وسهلت على اللسان يتشربها القلسب، قلو سكت اللسان لم يسكت القلب، ثم تتجوهر فى القلب، وبتجوهرها فى القلب يستكن نور اليقين فى القلب حتى إذا ذهبت صورة الكلمة من اللسان والقلب لايزال تورها متجوهزا ويتحد الذكر مع رؤية عظمة المذكور سبحائه وتعالى، ويصير الذكر حينئذ ذكر الذات، وهذا الذكر هو المشاهدة والمكاشفة والمعاينة - أعنى ذكر الذات بتجوهر نور الذكر - وهذا هو المقصد الأقصى من الخلوة.
وقد يحصل هذا من الخلوة، لا بذكر الكلمة، بل بتلاوة القرآن إذا أكثر من التسلاوة واجتهد فى مواطأة القلب مع اللسان حتى تجرى التلاوة على اللسان، ويقوم معنى الكلام مقام حديث النفس، فيدخل على العبد سهولة فى التلاوة والصلاة ، ويتتور الباطن بتلك السهولة فى التلاوة والصلاة، ويتجوهر نور الكلام فى القلب ويكون منه أيضا ذكرا لذات، ويجتمع نور الكلام فى القلب مع مطالعة عظمة المتكلم سبحانه وتعالى.
ودون هذه الموهوبة ما يفتح الله على العبد من العلوم الإلهامية اللدنية.
والى حين بلوغ العيد هذا المبلغ من حقيقة الذكر والتلاوة إذا صفا باطنه قد يغيب فى الذكر من كمال أنسه وحلاوة ذكره، حتى يلتحق فى غيبته فى الذكر بالنائم.
وقد تتجلى له الحقائق فى ليسة الخيال أولا كما تنكشف الحقائق للنائم فى ليسة الخيال، كمن رأى فى المنام أنه قتل حية. فيقول له المعبر: تظفر بالعدو فظفره بالعدو كشف كاشفه الحق تعالى به، وهذا الظفر روح مجرد صاع(1) مثل الرؤيا له جسذا لهذا الروح من خيال الحية.
فالروح الذى هو كشف الظفر إخبار الحق، وليسة الخيال الذى هو بمثابة الجسد مثال انبعث من نفس الرائى فى المنام من استصحاب القوة الوهمية والخيالية من اليقظة، فتالف روح كشف الظفر مع جسد مثال الحية فافتقر إلى التعبير؛ إذا لو كوشف بالحقيقة التى هى روح الظفر من غير هذا الثال الذى هو بمثابة الجسد ما احتاج إلى التعبير، فكان يرى الظفر، ويصح الظفر.
وقد يتجرد الخيال باستصحاب الخيال والوهم من اليقظة فى المنام من غير حقيقة فيكون المنام أضغاث أحلام لا يعبر وقد يتجرد لصاحب الخلوة الخيال المنبعث من ذاته (1) وفى تسخة (وهذا الظفر روح مجرد صور ملك الرؤيا له جسداء.).
Shafi 45