============================================================
3 ولا يطلع أحد على حقيقة ذلك إلا الأنبياء إذا عرفهم الحو ذلك، أو من يخصه الله تعالى بتعريف ذلك من غير الأنبياء ويلوح فى سر ذلك معنى، والله أعلم: وذلك أن الله تعالى لما أراد بتكوين آدم من تراب قدر التخمير بهذا القدر من العدد، كما ورد "(خمر طينة آدم بيده أريمين صباحا)) فكأن آدم لما كان مستصليا لعمارة الدارين، وأراد الله منه عمارة الدنيا كما أراد منه عمارة الجتة كونه من الستراب تركييا يناسب عالم الحكمة والشهادة، وهى هذه الدار الدتيا.
وما كانت عمارة الدتيا تتأتى منه وهو غير مخلوق من أجزاء أرضية سفلية بحسب قانون الحكمة.
فمن التراب كوثه، وأربعين صباخا خمر طينته، ليبعد بالتخمير أربعين صباحا بأريعين حجائا من الحضرة الإلهية كل حجاب هو معنى مودغ فيه يصلح به لعمارة الدنيا، ويتعوق به(1) عن الحضرة الإلهية ومواطن القرب؛ إذ لو لم يتعوق بهذا الحجاب ما غمرت(2 الذتيا.
قتأصل البعد عن مقام الغرب فيه لعمارة عالم الحكمة وخلافة الله تعالى فى الأرض. فبالتبئل لطاعة الله تعالى والإقبال عليه، والاثتزاع عن التوجه إلى أمر المعاش بكل يوم يخرج عن حجاب هو معنى فيه مودع فيه. وعلى قدر زوال كل حجاب ينجدب ويتخذ منزلا فى القرب من الحضرة الإلهية التى هى مجمع العلوم ومصدرها.
فإذا تمت الأربعون زالت الحجب وانصبت إليه العلوم والمعارف اثصبابا.
ثم العلوم والمعارف هى أعيان اتقليت أنوارا باتصال إكسير ثور العظمة الإلهية بها، فانقلبت أعيان حديث النفس علوما إلهامية، وتصدت أجرام حديث النفس لقبول أنوار العظمة، قلولا وجوذ النفس وحديثها ما ظهرت العلوم الإلهامية، لأن حديث النقس وعاء وجودى لقبول الأنوار، وما للقلب فى ذاته لقبول العلم شىء.
وقول رسول الله رظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) إشارە إلى القلب، باعتبار أن للقلب وجها إلى النفس باعتبار توجهه إلى عالم الشهادة، وله وجة إلى الروح باعتبار توجهه إلى عالم الغيب ، فيستمد القلب العلوم المكثونة فى النفس ويخرجها الى اللسان الذى هو ترجماته، فظهور العلوم من القلب لأنها متأصلة فيه، فللقلب والروح مراتب، من قرب المليهم سيحاثه وتعالى فوق رتب الإفهام.
(1) نعوق: تأخر واتصرف.
(4) وفى تسخة: ما اتعمرت.
Shafi 37