============================================================
الباب السعاد سس والحشوه ن فى خاصية الأربعينية التى يتعاهدها الصوفية ليس مطلوب القوم من ((الأريعين)) شيئا مخصوصا لا يطلبونه فى غيرها، ولكن لما طرقته(1) مخالفات حيم الأوقات أحبوا تقييد الوقت بالأربعين، رجاء أن ينسحب حكم الأربعين على جميع زمانهم، فيكونوا فى جميع أوقاتهم كهيئتهم فى الأريعين. على أن ((الأربعين)) خصت بالذكر فى قول رسول الله : (امن أخلص لله أربعين صبايا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه))(2) وقد خص الله تعالى الأربعين بالذكر فى قصة موسى عليه الصلاة والسلام، وأمره بتخصيص الأربعين بمزيد تبئل، قال الله تعالى: وواعديا موسى ثلاثين ليلة وأثمماها بعشر فتم ويقات ريه أربعين ليلة)(2 وذلك أن موسى عليه السلام وعد بنى إسرائيل - وهم بمصر أن الله تعالى إذا أهلك عدذهم واستنقذهم من أيديهم بكتاب من عند الله تعالى فيه تبيان الحلال والحرام والحدود والأحكام، فلما فعل الله تعالى ذلك وأهلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب، فأمره الله تعالى بان يصوم ثلاثين يوما - وهو ذو العقدة - فلما تمت ثلاثون ليلة أنكر خلوف فيه، قتسوك بعود خوثوب، فقالت له الملائكة: كنا يشم من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك، قأمره الله تعالى أن يصوم عشرة أيام من ذى الحجة، وقال له : ((أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندى من ريح المسك)).
ولم يكن صوم موسى عليه السلام ترك الطعام بالنهار وأكلة بالليل، بل طوى الأربعين من غير أكل، فدل على أن خلو المعدة من الطعام أصل كبير فى الباب حتى احتاج موسى الى ذلك مستعذا به لكالمة الله تعالى.
والعلوم اللدنية فى قلوب المثقطعين إلى الله تعالى ضرب من المكالمة، ومن اثقطع إلى الله أربعين يوفا مخلصا متعاهذا نفسه بخفة العدة يفتح الله عليه العلوم اللدنية، كما أخبر رسول الله بذلك.
غير أن تعيين الأربعين من المدة فى قول رسول الله ، وفى أمر الله تمالى موسى عليه السلام بذلك، فالتحديد والتقييد بالأريمين من المدة لحكمة فيه.
(1) الطروق: الإتيان ليلا (4) رواه أبو نعيم فى الحلية من آيى آيوب بسند ضعيف.
(3) آية رقم 142 من سورة الأعراف
Shafi 36