============================================================
على المشاهدة، وسماع أهل الحقيقة على الكشف والعيان. ولكل واحد من هؤلاء مضدر ومقام.
وقال أيضا: الموارد (1 ترد فتصادف شكلا أو موافقة، قأئ وارد شكلا مازجه؟ وأى وارد صادف موافقا ساكنة،. وهذه كلها مواجيد أهل السماع. وماذكرناه حال من ارتفع عن السماع وهذا الاختلاف ينزل على اختلاف أقسام اليكاء التى ذكرناها، من: الخوف: والشوق، والفرح.
وأعلاها بكاء الفرح بمثابة قادم يقدم على أهله بعد طول غربته فعند رؤية الأهل ييكى من قوة الفرح وكثرته.
وفى البكاء رتبة أخرى، أعز من هذه، يعز ذكرها ويكبر ئشرها، لقصور الأفهام عن ادراكها، فربما يقابل ذكرها بالإنكار ويخفى(2 بالاستكبار، ولكن يعرفها من وجدها قدما ووصولا، أو فهمها نظرا كثيرا ومثولا(3). وهو يكاء الوجدان غير بكاء الفرح، وحدوث ذلك فى بعض مواطن حق اليقين، ومن حق البقين فى الدتيا إلمامات يسيرة، فيوجد البكاء فى بعض مواطنه؛ لوجود تغاير وتباين بين المحدث والقديم، فيكون البكاء رشثا هو وصف الحدثان لوهج(1) سطوة عظمة الرحمن. ويقرب من ذلك مثلا فى الشاهد قطر الغمام بتلاقى مختلف الأجرام، وهذا، وإن عز، مشعر تقدح ببقية العبد فى صرف الغناء، نعم، قذ يتحقق العيد فى الغناء متجردا عن الآثار منغمسا فى الأنوار، ثم يرقى منه إلى مقام البقاء، ويرد، إليه الوجود مطهرا، فتعود إليه أقسام البكاء خوفا وشوقا وفرحا ووجدائا بمشاكلة صورها ومبايتة حقيقتها بقرق لطيف يدركه آربابه، وعند ذلسك يعود عليه من السماع أيضا قسع، وذلك القسم مقدود له، مقهود معه، يأخذه إذا أراد ويرده إذا أراد.
يكون هذا السماع من المتمكن بنفس اطمانت، واستثارت، وباينت طبيعتها، واكتسبت طمأنيتتها، واتسبها الروح معنى منه، فيكون سماغه توع تمتع للنفس كتمتعها بمباحات اللذات والشهوات، لا أن يأخذ السماع منه أو يزيد به أو يظهر عليه منه أثر، فتكون النفس فى ذلك بمثابة الطفل فى حجر الوالد يفرحه فى بعض أوقاته ببعض مآربه.
(1) وفى نسخة: الوارد يرد فيصادق.
(2) وفى تسخة: ويجقى.
(3) مثل بين يديه مثولا اى اتتصف قائما.
(4) الوهج: الحرارة.
Shafi 27