============================================================
قال بعض أصحاب سهل: صحبت سهلا سنين ما رأيته تقير عند شيء كان يسمعه من الذكر والقرآن، فلما كان فى آخر عمره قرىء عنده (( فاليؤم لا يؤخد منكم فذية)(1) فارتعد، وكاد يسقط، فسألته عن ذلك؟ قال: تعم لحقنى ضعف، وسمع مرة الملك يوميذ الحق للرحمن(2) فاضطرب، فسأله ابن سالم ، وكان صاحبه قال: قد ضعفت؛ فقيل له: إن كان هذا من الضعف فما القوة؟ قال: القوة أن [الكامل)(3) لايرد عليه وارد الا يبتلعه يقوة حاله فلا يغيره الوارد.
ومن هذا من القبيل قول أبى بكر، رضى الله تعالى عنه: هكذا كنا حتى قست القلوب، لما رأى الباكى ييكى عند قراءة القرآن.
وقوله: ((قست)) أى: تصلبت، وأدمنت سماع القرآن وألفت أنواره فما استغربته حتى تتغير. والواجد(1)، المستغرب لهذا قال بعضهم: (لحالى قبل الصلاة كحالى قى الصلاة)) اشارة منه إلى استمرار حال الشهود، فهكذا فى السماع كقبل السماع.
وقد قال الجنيد: "الا يضر لقصان الوجد مع فضل العلم، وفضل العلم أتم من فضل الوجد").
وبلغنا عن الشيخ حماد، رحمه الله، كان يقول: البكاء من بقية الوجود(2). وكل هذا يقرب البعض من البعض فى المعنى لمن غرف الإشارة فيه، وفهم، وهو عزيز الفهم، عزيز الوجود.
واعلم أن للباكين عند السماع مواجيد مختلفة، فمنهم من يبكى خوفا، وفيهم من يبكى شوقا، ومتهم من يبكى فرحا، كما قال القائل: طفح السرور عليى حتى أثنى من فوط ما قسد سرنى آيكانى قال الشيخ أبو بكر الكتانى(2)، رحمه الله تعالى، : "سماع العوام على متابعة الطبع، وسماع المريدين رغية ورهبة، وسماع الأولياء رؤية الآلاء والنعماء، وسماع العارفين (1) اية رقم *1 من سورة الحديد.
(2) اية رقم 26 من سورة الفرقان.
(3) كلمة الكامل التى بين القوسين وائدة فى بعض التسخ (4) وفى نسخة كالستغرب.
5) ولى تسخة الوجد.
(2) هو: محمد بن على بن جمفر وكتيته "اأبو بكر) كان احد الأتمة فى التصوف، بغدادى الأصل، صحب الجنيد والخراز والتورى وجاور يمكة إلى أن مات سنة324ه وحكى عن ابى محمد المرتمش أنه كان يقول (الكنانى سراج الحرم).
Shafi 26