255

============================================================

2 الباب السسعابم والخسسون فى معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها أخبرنا شيخنا أبو النجيب السهروردى، قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى، قال أخبرتا أيو النصر الثرياتى، قال أخبرنا أبو محمد الجراحى، قال أخيرنا أبو العباس المحبويى، قال أخبرنا أبو عيسى الترمذى، قال أخبرنا هتاد قال أخبرنا أبو الأحوص، عن عطاء ين السائب، عن مرة، عن الهمدانى، عن عبد الله ين مسعود رضى الله عنه قال، رسول الله: "إن للشيطان لمة(1) بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى قليتعوذ بالله من الشيطان" ثم قراالشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفخشاء) (2).

وانما يتطلع إلى معرفة اللمتين، وتمييز الخواطر طالب مريد يتشوف إلى ذلك تشوف العطشان إلى الماء، لعا يعلم من وقع ذلك وخطره وخلاصه وصلاحه وفساده، ويكون ذلك عبدا مرادا بالحظوة بصفو اليقين ومنح الموقنين، وأكثر التشوف إلى ذلك للمقربين، ومن أخذ به فى طريقهم.

ومن أخذ فى طريق الأبرار قد يتشوف إلى ذلك بعض التشوف، لأن التشوف إليه يكون على قدر الهمة والطلب والإرادة والحظ من الله الكريم.

ومن هو فى مقام عامة المؤمنين والمسلمين لا يتطلع إلى معرفة اللمتين، ولا يهتم بتميسيز الخواطر ومن الخواطر ما هى رسل الله تعالى إلى العبد، كما قال بعضهم: لى قلب إن عصيته عصيت الله وهذا حال عبد استقام قلبه، واستقامة القلب لطمأنينة النفس ووى طمأنينة النفس يأس الشيطان لأن التفس كلما تحركت كذرت صفو القلسب، وإذا تكدر طمع الشيطان وقرب منه، لأن صفاء القلب محقوف بالتذكر والرعاية.

(1) اللمة: (بفتح اللام) المسر يقال لمة من الجنون أى : مس أو شىء قليل.

(2) آية رقم 268 من سورة البقرة.

Shafi 255