238

============================================================

2 والفتوة عندنا: ترك التكلف، وإحضار ما حضر؛ فان بالتكلف ريما يؤثر مفارقة الضيف. ويترك التكلف بستوى مقامه وذهايه.

ومن أدبهم فى الصحبة: المداراة، وترك المداهنة وتشتبه المداراة بالمداهنة. والفرق بينهما: أن المداراة ما أدرت به صلاح أخيك فداريقه ارجاء صلاحه، واحتملت منه ما تكره.

والمداهنة: ما قصدت به شيئا من الهوى من طلب حظ أو اقامة جاه.

ومن أدبهم فى الصحبة : رعاية الاعتدال بين الانقباض والاتبساط.

تقل عن الشافعى رحمه الله أنه قال: الانقياض عن الناس مكسية لعداوثهم، والانبساط اليهم مجلية لقرناء السوء فكن بين المتقبض والمنبسط ومن آدبهم: ستر عورات الإخوان.

قال عيسى عليه السلام لأصحابه: كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائما فكشف الريح عنه ثوبه؟.

قالوا: نستره وتغطيه قال: بل تكشفون عورته.

قالوا: سبحان الله من يفعل هذا؟ قال: أحدكم يسمع فى أخيه بالكلمة فقيزيد عليها يشيعها بأعظم منها.

ومن أديهم: الاستغفار للإخوان بظهر الغيب، والاهتمام لهم مع الله تعسالى فسى دفع المكاره عنهم.

حكى أن أخوين ابثلى أحدهما بهوى فأظهر(1) عليه أخاه فقال: إنى ابتليت بهوى، فإن شئت أن لا تعقد غلى محبتى لله فأفعل، فقال: ما كنت لأحل عقد إخائك لأجل خطييتك.

وعقد بينه وبين الله عقدا أن لا يأكل ولا بشرب حتى يعافيه الله من هواه.

وطوى أربعين يوما كلما يسأله عن هواه يقول: مازال.

وبعد الأربعين لأخبره أن الهوى قد زال فأكل وشرب.

ومن أدبهم: أن لا يحوجوا صاحبهم إلى المداراة، ولا يلجئوه إلى الاعتذار، ولا بتكلفوا الصاحب ما بشق عليه.

(1) اظهره على السز اى أطلعه

Shafi 238