237

============================================================

238 ولا تطلب منه الإنصاف، وتكون تبعا له، ولا تطمع أن يكون تبعا لك ، وتستكثر منا يصل إليك منه وتستقل ما يصل إليه منك.

ومن أدبهم فى الصحبة: لين الجانب، وترك ظهور النفس بالصولة.

قال أبو على الروزبادى: الصؤلة على من فوقك قحة، وعلى من مثلك سوء أدب، وعلى من دوتك عجز ومن أدبهم: أن لا يجرى فى كلامهم: لو كان كذا.. لم يكن كذا.. وليت كان كذا..

وعسى أن يكون كذا؛ فانهم يرون هذه التقديرات عليه اعتراضا.

ومن أدبهم فى الصحبة: حذر المفارقة، والحرص على الملازمة.

قيل: صحب رجل رجلا.. ثم أراد المفارقة، فاستأذن صاحبه، فقال: بشرط ألا تصحب أحدا إلا إذا كان فوقنا وإن كان فوقنا أيضا فلا تصحبه لأنك صحبتنا أولا.

فقال الرجل: زال عن قليى تية المقارنة ومن أدبهم: التعطف على الأصاغر.

قيل: كان إبراهيم بن أدهم يعمل فى الحصساد ويطعم الأصحاب، وكانوا يجتمغون بالليل وهم صيام، وريما كان يتأخر فى بعض الأيام فى العمل، فقالوا ليلة: تعالوا نأكل فطورنا دونه، حتى يمود بعد هذا يسرع!! فأفطروا وناموا، فرجع ايراهيم فوجدهم نياما، فقال: مساكين، لعلهم لم يكن لهم طعام.. فعمه إلى شىء من الدفيق فعجنه، فانتبهوا وهو ينقخ فى النار واضعا محاسنه (1) على التراب. فقالوا له فى ذلك، فقال؛ قلت لعلكم لم تجدوا فطورا فنمتم. فقالوا: انظروا بأى شىء عاملناه، وبأى شيء يعاملنا.

ومن أدبهم: أن لا يقولوا عند الدعاء إلى أين؟ ولم؟ وبأى سبب؟.

قال بعض العلماء: إذا قال الرجل للصاحب: فم بنا، فقال: إلى لين؟ فلا تصاحبه وقال آخر: من قال لأخيه أعطنى من مالك، فقال: كم تريد؟ ما قام بحق الإخاء.

وقد قال الشاعر: لا يسألون أخاهم حين يندبهم للنائبات على ما قال برهانا ومن أديهم: أن لا يتكلفوا للإخوان.

قيل: لما ورد أبو حفص العراق تكلف له الجنيد أنواغا من الأطعمة، فأنكر ذلك أبوحفص، وقال: صير أصحابى مثل المخانيث يقدم لهم الألوان !!

) القصود هتا وجهه ويداه.

Shafi 237