============================================================
الباب الانى والأوبحون ذكر الصلعام وما فيه من المصلحة والمضسدة الصوفى بحسن نيته، وصحة مقصده، ووفور علمه، واتيانه بآدابه تصير عاداته عبادة، والصوفى موهوب، وقته لله، وحياته لله، كما قال الله تعالى لنبيه آمرا له: (قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العاليين(1) فتدخل على الصوفى أمور العادة لوضع حاجته وضرورة بشريته، ويحف بعادته نور يقظته، وحسن نيته، فتقنور العادات، وتتشكل بالعبادات؛ ولهذا ورد: (لثوم العالم عيادة وتفسه تسبيح)) هذا منع كون النوم عين الغفلة، ولكن كل ما يستعان به على العبادة يكون عبادة؛ قتناول الطعام أصل كيير يحتاج إلى علوم كثيرة، لاشتماله على المصالح الدينية والدنيوية، وتعلق أثره بالقلب والقالب، وبه قوام البدن بإجراء ستة الله تعسالى بذلك، والقالب مركب القلسب، وبهما عمارة الدنيا والآخرة. وقد ورد: (اأرض الجنة قيعان ثباتها التسبيح والتقديس)) والقالب بمفرده على طبيعة الحيوانات يستعان به على عمارة الدنيا، والروح والقلب على طبيعة الملائكة يستعان بهما على عمارة الآخرة، وياجتماعهما صلحا لعمارة الدارين: والله تعالى ركب الأدمى بلطيف حكمته من أخسص جواهر الجسمانيات والروحانيات وجعله مستودع خلاصة الأرضين والسموات، جعل عالم الشهادة، وما فيها من النيسات والحيوان لقوام بدن الآدمى. قال الله تعالى: ل(خلق لكم ما فى الأرض جبيعا(1) فتكون الطبائع، وهى: الحرارة، والرطوبة، والبرودة، والييوسة، وكسون بواسطتها التيات، وجعل الثبات قواما للحيوانات، وجعل الحيوانات مسخرة للأدمى بستعين بها على أمر مماشه لقوام بدنه، فالطعام يصل إلى المعدة، وفى المعدة طياع أريع، وقى الطعام طباع أربع، فإذا أراد الله اعتدال مزاج البدن أخذ كل طبع من طباع المعدة ضده من الطعام، فتؤخذ الحرارة للبرودة، والرطوية لليبوسة، فيعتدل المزاج ويأمن الاعوجاج، وإذا أراد الله تعالى افناء قالب وتخريب بنية أخذت كل طبيعة جنسها من المأكول فتميل الطبائع، ويضطرب المزاج، ويسقم البدن ذلك تقوير العزيز العليم(2.
(1) آية رقم 162 من سورة الأنعام.
(2) آية رقم 29 من سورة البقرة.
(3) من آية 38 من سورة يس.
Shafi 150