)) وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا)).اه وأقول كلام الشيخ هذا وجيه واستشكاله صحيح لأن ذلك الصنيع عنوان الميل والجور والشيخ من أهل الإطلاع والحفظ وهو ثقة فيما يرويه فاعترافه هنا دليل واضح وحجة ثابتة على صنيع القوم وهو مع ذلك علامة فشو النصب وشيوعه وغلبة أهل في تلك الأيام وألف الناس له وميلهم إليه حتى استمروا مرعاه الوبيل واعتادوا سماع سب أخي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخف عليهم وقعه مع أنه سب لله جل جلاله وسب لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم تنب عنه أسماعهم ولم تنكره قلوبهم وجمدوا على ذلك واستخفوا به لأنه صار أمرا معتادا وفاعلوه أهل الرياسة والصولة
أفبعد الاعتراف بتوثيقهم الناصبي غالبا وهو منافق بشهادة النبي يجوز لنا التقليد بدون بحث وتدقيق فنقبل ما زعموا صحته ؟ كلا بل الواجب البحث والتدقيق والاحتراس الشديد وأن لا نغتر بشيء مما رووه بإسناد فيه ناصبي وإن جل رواته عنه وكثر المغترون والمحتجون به والجازمون بصحته اللهم إلا ما شهدت بصحته القرائن أو تواتر أو عضده ما يكسبه قوة أو كان مما يشهد عليهم بالضلال وعلى مذهبهم بالبطلان.
رد قول أبي داود في تصحيح رواية الناصبة
وأما قول أبي داود ((ليس في أهل الأهواء أصح حديثا)) فهو خطأ بل باطل وقد رده الشيخ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى فقال في (تهذيب التهذيب) :
(( وأما قول أبي داود ((إن الخوارج أصح أهل الأهواء حديثا)) فليس على إطلاقه فقد حكى ابن أبي حاتم عن القاضي عبدالله بن عقبة المصري وهو ابن لهيعة عن بعض الخوارج ممن تاب: إنهم إذا هووا أمرا صيروه حديثا)).اه وقال في لسان الميزان بعد ذكره ما نقلناه عنه آنفا عن تهذيب التهذيب ما لفظه:
Shafi 18