البيت المقدس. وقيل بيت الله لان إيل بالعبرانية الله " وقال في شرح القاموس " إيلياء بالكسر، يمد ويقصر، ويشدد فيهما. إسم مدينة القدس ". وقد نص علماء الحديث على أن هذه الرايات الموعودة ليست رايات العباسيين. قال ابن كثير في النهاية تعليقا على هذا الحديث " هذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم فاستلب بها دولة بني أمية. بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي ". بل وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله تميز بين رايات العباسيين التي هدفها دمشق، وبين رايات أصحاب المهدي عليه السلام التي هدفها القدس. منها ما رواه ابن حماد في مخطوطته ص 84 و85 وغيرها، عن محمد بن الحنفية وسعيد بن المسيب قال " قال رسول الله صلى الله عليه وآله " تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس فتمكث ما شاء الله. ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه، من قبل المشرق، يؤدون الطاعة للمهدي ". وقد حاول بنو العباس استغلال أحاديث الرايات السود في ثورتهم على الامويين، وعملوا لاقناع الناس بأن حركتهم ودولتهم وراياتهم مبشر بها من النبي صلى الله عليه وآله وأن المهدي الموعود منهم، وقد سمى ابو جعفر المنصور ولده المهدي، وحاول أن يشهد القضاة والرواة أن أوصاف المهدي الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله تنطبق عليه. الخ. وقصص ادعاء العباسيين للمهدية، واتخاذهم الرايات السود والثياب السود مشهورة مدونة في كتب التاريخ. وقد يكون ذلك نفعهم في أول الامر، ولكن سرعان ما كشف زيفه العلماء ورواة الحديث والائمة من أهل البيت عليهم السلام، ثم كشف زيفه الواقع حيث لم يكن أحد منهم بصفات المهدي الموعود عليه السلام، ولا تحقق على يده ما وعد به النبي صلى الله عليه وآله.
--- [ 229 ]
Shafi 228