212

الامر. ويدل على أنه مرحلة نضج وتطور لهذه الثورة يصل فيها الايرانيون إلى مرحلة النفير العام وفتوى الجهاد والقيام لله تعالى، والامتداد الثوري في المنطقة تمهيدا لظهور المهدي عليه السلام. وقد يفهم من التعبير ب " حتى قوموا " وليس " فيقوموا " مثلا أنه يوجد فاصل زمني بين إعطائهم مطالبهم بعد النصر وبين قيامهم الكبير. بل قد يدل على وجود مرحلة من التأمل والتردد عندهم، بسبب وجود اتجاه في داخلهم يريد القبول بما كانوا يطالبون به فقط، أو بسبب الظروف الخارجية التي تحيط بهم، ولكن الاتجاه الاخر يغلب فيقومون من جديد قياما شاملا يتحقق فيه التمهيد للمهدي عليه السلام. " قتلاهم شهداء " وهي شهادة عظيمة من الامام الباقر عليه السلام لمن يقتل في حركتهم، سواء في خروجهم أو حروبهم أو قيامهم الكبير الاخير.. وفيه دلالة على صحة رايتهم، وشرعية قيادتهم، وسلامة خطهم الاسلامي والسياسي، لان الذين يقتلون بقيادة غير شرعية أو تحت راية ضلال لا يكونون شهداء. وقد سمي الشهيد شهيدا لانه يشهد على الفئة التي قتلته وعلى الناس، لانه يدعوهم إلى الاسلام ويدعونه إلى الضلال أو الكفر. وقد يناقش أحد في أن شهادة الامام الباقر عليه السلام بأن " قتلاهم شهداء " إنما تدل على صحة نية المقاتلين أو صحة عملهم، وعلى مظلومية غير المقاتلين الذين يقتلون منهم، ولكنها لا تدل على صحة نية قادتهم وخطهم. ولكن حتى لو سلمنا ذلك جدلا، وتجاوزنا قاعدة صحة عمل المسلم ونيته، فإن مثل هذا التفسير لا يغير من الموقف شيئا ولا يرفع تكليفا. " أما إني لو أدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر " يخبر بذلك عن نفسه عليه السلام أنه لو أدرك حركتهم لحافظ على نفسه أن يقتل وان كان قتلاهم شهداء، لاجل أن يبقي نفسه إلى ظهور المهدي عليه السلام

--- [ 226 ]

Shafi 225